أعلنت شركة غازبروم الروسية، أمس الأربعاء، أنها لم تعد تملك الإمكانية الفنية والقانونية لضخ الغاز عبر أوكرانيا بعد انتهاء مدة العقد مع شركة ”نفتوغاز أوكرانيا”.
جاء هذا في منشور للشركة الروسية عبر قناتها في منصة ”تلغرام”. وجاء في المنشور أنّ فترة سريان الوثائق الموقّعة في الثلاثين ديسمبر 2019، انقضت. وتتعلق هذه الوثائق بالاتفاقية المبرمة بين شركتي غازبروم ونفتوغاز الأوكرانية لتنظيم نقل الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا. وتشمل اتفاقية التعاون بين الشركتين، تشغيل خطوط نقل الغاز في روسيا وأوكرانيا.
وربطت غازبروم خطوتها بـ ”رفض الجانب الأوكراني المتكرر والصريح لتجديد هذه الاتفاقيات”. وهو ما حرم غازبروم من القدرة الفنية والقانونية لضخ الغاز عبر أراضي أوكرانيا. ونوّهت الشركة الروسية إلى أنّها ضخّت في العام الماضي، حوالي 15 مليار متر مكعب من الوقود عبر هذا الطريق. المعطى يعادل 4.5 بالمئة من إجمالي الاستهلاك في الاتحاد الأوروبي.
وقبل أسبوع، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امكانية تمديد اتفاقية العبور حتى بالنسبة للمشتريات من قبل دول ثالثة. يُشار إلى أنّه في حال توقف الإمدادات، فإنّ المصدر الوحيد لغاز الأنابيب الروسي بالنسبة للأوروبيين سيظل ”سيل البلقان”، الذي يتلقى الوقود الأزرق من خط ”السيل التركي”. ويتم عبر هذا الخط سنويا ضخ حوالي 14 إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز إلى رومانيا واليونان ومقدونيا الشمالية وصربيا والبوسنة والهرسك والمجر.
وتفقد روسيا نحو 50% من صادراتها الحالية (31 مليار متر مكعب سنويا) من الغاز إلى أوروبا، بما يصل إلى 15 مليار متر مكعب سنويًا، وفقدان شريان حيوي آخر لنقل الغاز إلى وسط أوروبا، إذ لم يتبقَّ الآن سوى خط أنابيب واحد لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا فقط، هو ترك ستريم (عبر تركيا)، وعليه تراجعت إمدادات روسيا في السوق الأوروبية إلى أكثر من 85%، مقارنة بما كانت تضخّه إلى أوروبا قبل الحرب مع أوكرانيا.
وبالنسبة لأوكرانيا: فقدان عائدات (رسوم) مقابل “الترانزيت” تصل إلى مليار دولار سنويًا، وفقدان أهميتها بصفتها بلد عبور للغاز إلى أوروبا، وفقدان ورقة مهمة لها مع الجانب الروسي والأوروبي على طاولة المفاوضات، بالإضافة إلى إمكان تعرُّض منظومة النقل الداخلية لاستهداف، بعد أن فقدت أهميتها لروسيا، كما أنها ستضطر إلى استيراد الغاز المسال لسدّ احتياجاتها لعدم كفاية الإنتاج المحلي.