
وزير الاتصال ينوه بالدور الهام الذي قامت به صحيفة ”المجاهد”
من نشرة ثورية إلى ذاكرة وطنية لا تموت..
أشاد وزير الاتصال، محمد مزيان، الخميس بالعاصمة. بدور الإعلام الوطني في الحفاظ على أمانة الشهداء. واستدلّ بجريدة ”المجاهد” التي تحتفل هذه الأيام بالذكرى الستين لتأسيسها. وفي احتفالية احتضنها قصر الثقافة ”مفدي زكريا”. قال الوزير: ”لا يخفى على أحد الدور الذي لعبه الإعلام الوطني والتضحيات الجسام التي قدمها في سبيل الحفاظ على أمانة الشهداء”.
وأشار الى أنّ جريدة المجاهد ”كانت ولا تزال رافداً من روافد الإعلام الوطني، الذي يلعب الدور الرائد في تنوير الرأي العام من خلال تقديم محتوى إعلامي هادف ومسؤول”.
واعتبر هذه الذكرى فرصة لاستحضار إحدى المحطات الرئيسية والمؤسسة في المنظومة الإعلامية الوطنية. واعتُبرت حينها لبنة من لبنات بناء صرح إعلامي يتماشى والطموحات التي كانت تصبو إليها المجموعة الوطنية.
ولفت مزيان إلى أنها تعَدُّ فرصة تعيد إلى الأذهان المناخ المفعم بالأمل والطموح الذي ولد فيه هذا المشروع الافتتاحي. ولا يزال إلى يومنا هذا يذكّر الأجيال أن إعلامنا ولد من رحم المقاومة من أجل الدفاع عن قيم الحرية والسيادة.
وأضاف مزيان أنّ يومية ”المجاهد” واصلت مسيرتها الإعلامية عبر عملها الدؤوب في مرافقة الدبلوماسية الجزائرية عبر العالم ومساندة حركات التحرر في إفريقيا. ونوّه إلى تشكيلها أرشيفاً ثرياً ومتنوعاً لتلك الحقبة التاريخية الهامة، ولا يزال ينير درب الصحفيين الشباب في المرحلة الراهنة.
احتفلت يومية المجاهد، يوم الخميس، بذكرى تأسيسها الستين، وسط حضور رسمي وإعلامي مميز، وبرعاية من وزير الاتصال محمد مزيان، وبمشاركة وزير المجاهدين العيد ربيقة، وعدد من ممثلي مؤسسات الدولة ومديري المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة، إلى جانب الطاقم الحالي للصحيفة وعدد من مديريها وإطاراتها وعمالها المتقاعدين الذين تم تكريمهم بالمناسبة.
و وجب التذكير أن المجاهد اليومية ما هي إلا امتداد طبيعي وشرعي للمجاهد الأسبوعية، التي ظهرت لأول مرة في جوان 1956 على شكل نشرة خاصة سرّية في الجزائر العاصمة، قبل أن تتحوّل في جوان 1957 إلى جريدة رسمية ناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني، لتصبح اللسان الإعلامي المركزي للثورة الجزائرية.
كانت المجاهد حينها صوت الثورة، ورفيقة المجاهدين، وسلاحًا معنويًا لا يقل أهمية عن البندقية. وكتب فيها مناضلون كبار أمثال الشهيدين العربي بن مهيدي وعبان رمضان. ما لفت انتباهي في هذا الحفل هو روح الوفاء التي جسّدها المدير العام الحالي للجريدة، حين بادر بتكريم كل من سبقوه في المسؤولية، من الأحياء والأموات، في لفتة تعكس أخلاق المؤسسة الجزائرية الأصيلة، بتقاليدها العريقة قبل محتواها التحريري.
نحن في حاجة إلى دعم مؤسساتنا التاريخية مثل المجاهد.. فبقاؤها ليس ترفًا، بل حفاظ على الذاكرة الوطنية، وعلى مدرسة إعلامية يجب أن تتعرف عليها الأجيال القادمة، سواء كانت من الإعلاميين أو من غيرهم.