إسلاميات

هو الذي يبسط الرزق

زاوية من نور

قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا” (الإسراء 30)

تؤكد هذه الآية الكريمة أن الله تعالى هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده فيوسعه عليهم وهو الذي يضيقه علي من يشاء منهم لأنه هو العليم بأحوالهم. ومن علمه سبحانه وتعالى أن من عباده من تصلحه السعة في الرزق وأن منهم من يصلحه الضيق فيه ومن هنا كان قرار توزيع الأرزاق كله بيد الله وقد جاء كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مؤكدين أن الله تعالى قضى الأرزاق قبل خلق المخلوقات.

والإنسان في موضع ابتلاء وامتحان في رزقه سواء وسع الله عليه فيه أو ضيق وعليه في حالة السعة أن يشكر ربه على ما رزقه وأن يؤدي حقوق الآخرين في ماله من الزكوات والصدقات حتى ينال ثواب الله.

وفي حالة الضيق فإن على الإنسان إعفاف نفسه عن المال الحرام والسعي من أجل تحسين أحواله والصبر على الشدائد فينال بذلك أيضا مرضاة الله وثوابه.

والإيمان بأن الله تعالى هو الرزاق يدفع العبد إلي حب خالقه وإلى التوجه الدائم إليه والمواظبة على طلب مرضاته والتقرب إليه بالطاعات مما يحسن خلقه ويجعل منه لبنة صالحة في بناء المجتمع. والعلوم المكتسبة تؤكد لنا اليوم أن كل ما يحتاج إليه الإنسان من مختلف صور المادة والطاقة يتخلق أمام أنظارنا من غاز الأيدروجين في داخل النجوم وفي صفحة السماء ثم ينزل ذلك بالقدر المعلوم على كل واحد من الخلق في كل زمان ومكان.

والذي يؤمن بأن الله تعالى هو الذي ينزل الرزق لا يقلق على رزقه أبدا لأن الخالق قد تكفل بالرزق لكل فرد من أفراد خلقه وهذا الإيمان لا يجعل المؤمن يتقاعس عن بذل أقصى ما يملك من جهد في طلب الرزق الحلال لأنه يعلم أنه مأجور على ذلك.

ثم هو يرضي بما قسمه الله- تعالى- له من رزق (قل أو كثر) فلا تبطره سعة الرزق ولا يسخطه ضيقه لأنه يعلم أن ذلك هو قرار الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

كما يشمل الرزق كلا من العافية والأمن والستر والراحة النفسية والرزق بهذا التعريف يشمل كل ما يسوقه الله تعالى إلي مخلوقاته للانتفاع به في الدنيا أو في الآخرة ورزق الدنيا يشمل كل ما ينتفع به العبد من ماديات ومعنويات هذه الحياة الدنيا ورزق الآخرة يشمل الخلود في جنات النعيم والنظر إلى وجه الله الكريم.

ولما كان الرزق من الله تعالى فإنه لا يطلب إلا بالطاعة ولا يكمن أن يطلب بمعصية أبدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.