
تشهد عملية تصنيع وإنتاج المكملات الغذائية نشاطا منقطع النظير في الجزائر على وجه الخصوص وفي العالم عامة، حيث تتنافس كبريات الشركات العالمية على تصنيع مكملات غذائية ذات جودة عالية تساهم في تحسين الصحة العامة للجسم وتوفير ما عجز الغذاء عن توفيره للمخلوق البشري، من فيتامينات وبروتينات ومحفزات هرمونية وحتى هرمونات بديلة نباتية لدرجة صارت فيها المكملات الغذائية جزءا هاما من روتين العناية بالصحة لدى الكثيرين.
كذلك الأمر بالنسبة للجزائر حيث تسعى عديد المؤسسات والشركات المنتجة للمواد الشبه الصيدلانية وكذلك المختصة في الأدوية والطب البديل لتوفير مكملات غذائية تتناسب مع الطلب في المجتمع الجزائري، منها المسمنات والمنحفات والمعززة لنمو الأطفال ونشاطهم العقلي والمساعدة على تحسين الوضع الصحي للمصابين بالأمراض المزمنة على غرار مرضى السكري وضغط الدم والقلب و… وكلها مكملات صار يروج لها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ليزيد الإقبال عليها.
وفعلا زاد الإقبال بشكل كبير على المكملات الغذائية بحجة أن الغذاء الذي نتناوله لا يقدم لأجسامنا كل ما تحتاج إليه من مواد وفيتامينات بل ربما لا ينفعها بل يضرها لما صار يحويه من مواد مسرطنة وأخرى مضرة بالصحة، تتسبب فيها المواد الحافظة والملونات والمواد المضافة من أجل تغيير النكهة، وقبلها الأسمدة والمواد التي يضيفها الفلاح حتى يتحصل على منتوج ذو جودة وحجم مقبولين في السوق وآخر مهجن ليخرجها عن طبيعتها بشكل شبه نهائي.
فالسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هل فعلا ستقوم تلك المكملات الغذائية مقام الغذاء، وهل ستصلح ما أفسده هذا الأخير؟، ربما ستقوم بتدعيم الجسم ببعض الفيتامين والمواد التي يحتاج إليها لكن هل يمكن تناولها دون استشارة مختصين وأطباء؟ وكيف سيتعرف الشخص العادي على ما ينقص جسمه من مواد حتى يدعمها بالمكملات، إذ ستقوم هذه الأخيرة وحال زيادة كميتها في الجسم بإصابتهبأمراضأخرى بدل علاجه، خاصة أن الكثير من الناس يخلطون بين المكمل الغذائي والدواء وبين هذا الأخير والغذاء فيتناولون المكملات وينسون أهمية النظام الغذائي المتوازن.
نوارة بوبير