محليات

هل عاد كوراديا؟

بعد استبداله قبل أشهر بقطار قديم عبر خط "باتنة ـ الجزائر"

ما زال الوضع العام في عاصمة الأوراس يشغل الساكنة، ومازال الواقع المنظور مترنحا بين بياض الصور التي تسوقها بعض وسائل الإعلام مدعومة بصفحات تكلفت بمهمة التلميع وخلايا إعلام واتصال يقال أنها رسمية وبين سواد تميط عنه شريحة واسعة من المواطنين اللثام بالمشاكل التي تنقلها دون تزييف ولا تزيين وبالانشغالات التي تطرحها عبر المنابر المتاحة، ولعل قطار كوراديا واحدا من المواضيع التي شغلت الرأي العام في ولاية باتنة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حتى كاد يتحول إلى قضية رأي عام.

بعد أن تعطل قطار “كوراديا” الخاص بنقل المسافرين عبر خط السكة الحديدية “باتنة – الجزائر” عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم 2024، وبعد أن تم تداول أخبار مفادها أنه بات يتعرض للرشق بالحجارة باستمرار من طرف مجهولين في العديد من النقاط، تم استبداله قبل أشهر قليلة بقطار قديم، وهو ما أثار تساؤلات بشأن الغموض الذي لم تكلف الجهات المعنية نفسها عناء تبديده ببيان أو توضيح للرأي العام في الولاية، واقتصر الأمر على إجابة عن سؤال من إحدى الصفحات التي تعنى بنقل أخبار ولاية باتنة كانت قد طرحته عبر الصفحة الرسمية للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية SNTF، حيث أكدت الأخيرة بأن القطار في طور الصيانة.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، عاد موضوع كوراديا ليطفو إلى السطح بعد تداول أقاويل مفادها أن “القطار المريح” قد تم تحويله لفائدة ولاية أخرى، وبالتالي الإبقاء على القطار القديم وسيلة نقل دائمة للمسافرين بين العاصمة وباتنة، وهو ما أثار استياء شريحة واسعة من مواطني ولاية باتنة الذين اعتبروا الأمر بمثابة إهانة جديدة لهم وانتقاصا من مكانة الولاية التاريخية “عاصمة الأوراس”، بل وتعسفا صريحا من الجهات المعنية في حق “ساكنة الولاية”، وهو ما عبر عنه معلقون بالقول “حقرونا”، هذا ولم يصدر عن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أي توضيح إلى الآن رغم الجدل الذي أثير طيلة الأيام الماضية، وهو ما رجح فرضية أن يكون الكلام المتداول في أوساط “الباتنيين” صحيحا، علما أن “الأوراس نيوز” كانت قد حاولت التواصل مع الشركة المعنية للاستفسار عن مدى صحة ما يتم تداوله عبر كل الوسائط المتاحة، على غرار الصفحة الرسمية للشركة SNTF، وكذا البريد الإلكتروني للشركة، وحتى أرقام الهاتف، إلا أننا لم نتلق أي رد عبر أي منها.

خلال 48 ساعة الماضية، وفي الوقت الذي كان فيه الباتنيون يتساءلون عن قطار كوراديا الذي تعتقد شريحة واسعة منهم بأنه تم سحبه منهم، عاد قطار “من نوع كوراديا” ليشتغل عبر خط “باتنة ـ الجزائر”، لكن، مع تغيير في عدد المقاعد المخصصة للركاب من مدينة باتنة “عاصمة الولاية”، ومع تعديل في توقيت الانطلاق من وإلى ولاية باتنة، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات أخرى مجددا، هل عاد كوراديا بصفة نهائية إلى ولاية باتنة، أم أن الأمر يتعلق بعودة مؤقتة وبالتالي ذرّا للرماد في العيون وممارسة لسياسة “الإسكات” لبضعة أيام قبل إعادة كوراديا إلى “الصيانة” أو إلى ولاية أخرى؟

في انتظار التوضيح من طرف الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عبر أحد مسؤوليها أو ممثليها، أو عبر إحدى الوسائط المتاحة، تبقى فرضية أن قطار “كوراديا” قد كان في طور الصيانة قائمة، ذلك بعد أن ثبت للمسافرين بالدليل أن القطار قد أنهكته الأعطال وأنهكته ظاهرة الرشق بالحجارة، وفي المقابل، تبقى فرضية أن يكون قد تم استغلاله لفائدة ولاية أخرى طيلة الأشهر الماضية قائمة أيضا، في وقت يتمنى فيه أبناء ولاية باتنة ألا تكون الفرضية الثانية صحيحة، لأن ذلك ما سيضع السلطات في ولاية باتنة بالدرجة الأولى أمام مسؤولية ثقيلة تتلخص في الإجابة عن السؤال “باتنة إلى أين؟”، وهو ما سيضع المنتخبين وممثلي الولاية في مختلف الهيئات والمجالس المحلية والوطنية بالدرجة الثانية أمام مسؤولية الإجابة عن سؤال “أين أنتم؟ وما دوركم في جملة ما تتعرض له ولاية باتنة من تهميش على مختلف الأصعدة؟

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.