العمود

هل سنقاطع “المعدة”؟

ضربة بالفاس

كلما اشتعلت نيران السوق وكشر التاجر عن أنيابه طفت إلى السطح نداءات بفرض المقاطعة للسلع التي مستها زيادة غير معقولة في الأسعار، ورد العاقلون من المجتمع أنه القرار والخيار الأمثل والأسلوب الأكثر تحضرا، لردع مثل هذه التجاوزات وإعادة الأمور إلى نصابها بدل التسبب في تدهور القدرة الشرائية.

فقاطع المواطن العاقل اللحوم الحمراء واعتذر عن تأدية سنة الأضحية ثم اللحوم البيضاء وكذا البيض وبعض الفواكه وقبلها السميد والزيت والسكر، وبلغ الأمر حد التلاعب بأعصابه واللعب على أوتاره حين طالت يد الفساد القهوة، ليصل الأمر حد الخضر التي لا زالت تشهد ارتفاعها شيئا فشيئا ولم يعد “القرع” من المستثنيات ولا الجزر أو البطاطا سيدة مائدة المواطن البسيط، حتى صارت الخضر فواكه والفواكه مكملات غذائية.

ليطرح التساؤل العميق الذي صار عقيما نفسه في كل مرة وككل مرة ما هو السبب في ذلك؟ ونحن نراقب عن كثب كل تلك الإصلاحات الزراعية والاستثمارات الصناعية والتطورات التجارية، التي تبعث فينا التفاؤل بالخير ولا شيء غير الخير لنستفيق على صفعة أسعار سوق غدارة لا أمان فيها ولا بها، تنكرت و”تمكرت” للمواطن البسيط وحولته إلى كومة من الهموم تسعى لتحصيل لقمة اليوم لا أكثر.

إذ يبدو أن عصابات الفساد في البلاد والتي تسعى إلى زعزعة الاستقرار والأمن فيها كثيرة ولها تخصصات عديدة، منها العصابات التي تسعى إلى ضرب “معدة المواطن” الذي مل من المقاطعة وصار أكثر تقبلا لأخبار نار السوق ليتأقلم مع حرارتها ويدرب جلده على مقاومتها في انتظار نار أقوى منها، في واقع مخز ومخجل ومثير للتقزز فعلا بعد أن فرضت عليه مقاطعته “للمعدة”.

نوارة بوبير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.