العمود

نهاية خيبات وبداية أمل

لكل مقام مقال

غدا إذن هو أول أيام الشهر الأول من العام الجديد وليس من سبيل الاحتفاء أو الاحتفال أن نذكره بخير وندعو الله أن يعود علينا بخير ما فيه ويكفينا شره، وبنهاية عام 2024 لا يتمنى الجزائريون سوى عودة أيام الرخاء وحريات الكسب والتجارة وانخفاض الأسعار ومعقوليتها والاستقرار المادي والمعنوي وسيادة الأمن والسكينة والطمأنينة ربوع البلاد، والحقيقة تقال أنه رغم الهدوء الذي ساد الأيام المتسارعة لهذا العام إلا أنه حمل عديد الأزمات والتقلبات والضربات التي أوجعت الشعب الجزائري بصمت غير مسبوق حيث بدت وكأنها في تصالح مع الاحتجاجات والشكاوى والاحتكام إلى الشارع على عكس بقية السنوات التي احتضنت أوجاع الناس ورمت بها إلى مسامع المسؤولين عبر مكبرات صوت الضمير العام الذي اختار أن يكون عاليا ومجاهرا وغير آبه إلا بمحاولات التغيير ونقل انشغالات الناس على طريقة (الخضّارة وبائعي مواد التنظيف) الذين يزلزلون الشوارع والأحياء بأصواتهم التي تخترق جدران الصمت في أولى ساعات النهار الباكرة وتستنهض المتدثرين تحت أفرشتهم لاستقبال يوم جديد رغما عن أنوفهم وهذا المثال من ذاك الحال الذي نعيشه دون إدراك رسائله التي تُمرر بدهاء الساسة وسذاجة التجار المتجولين..

قد تبدو العبارات عشوائية متناثرة وليست ذات معنى إلا أنها تستمد واقعيتها من مجتمع متهالك مُثقل بالهموم التي تراكمت وتعقدت إلى أبعد مدى، فما إن تنفك من جبهة إلا وقد اشتدت واستحكمت حلقاتها على صعيد جبهات أخرى، وهكذا يمرر الجزائري أزماته بين ضيق وضيق على أمل فرج شامل يلوّح بأيام وعقود من الرخاء والاستقرار الذي لطالما مُنينا به وما نزال نتمسك بآخر أطياف وعود الحملات الانتخابية وما تلاها من تعهدات رسمية وتعليمات وبرامج ومشاريع ما تزال على “قيود” الإنجاز و(الفايدة يردوهالنا جنة) ومن يرضى عنها بديلا إلا من “سَفِهَ نَفْسَهُ”..

ولابد من الاعتراف أن جزائر 2024 قد شهدت محطات سيادية ونجاحات واسترجاع للمواقع كانت بمثابة مؤشرات على استقرار الأحوال السياسية للبلاد والاقتصادية، وهذا التعافي المسجل هو ما مهّد الطريق للسيد عبد المجيد تبون لفوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية بعهدة ثانية كامتداد لعهدته الأولى ولتحقيق الأهداف والمشاريع التنموية وبعث الاستثمارات على صعيديها الداخلي والخارجي والحفاظ على المكتسبات في ظل التحولات الدولية والمستجدات، والحفاظ على الحقوق وتمكين الشعب منها بدلا من التغني بها أو تحويلها إلى شعارات غير مكتسبة في الواقع المعاش.

سماح خميلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.