محليات

نقائص بالجملة في مراكز البريد تؤرق المواطنين بباتنة

نقص فادح في عدد المكاتب وأزمة السيولة تتواصل

يتخبط قطاع البريد بولاية باتنة، منذ سنوات عديدة في مشاكل بالجملة على غرار النقص الفادح في اليد العاملة، إذ يضطر موظفو البريد إلى العمل من يوم السبت إلى يوم الخميس في الفترتين الصباحية والمسائية، مما تسبب لهم في ارهاق وضغط رهيب لا سيما خلال المناسبات والأعياد، أين يكثر عدد الزبائن مقارنة بالأيام العادية.

ويجد الموظفون أنفسهم مضطرين إلى العمل حتى خلال أيام الجمعة، بالإضافة إلى التوزيع غير العادل للموظفين في مكاتب البريد الموزعة عبر تراب ولاية باتنة، ناهيك عن نقص الموزعات الآلية وتعطلها بشكل مستمر، وتعد أزمة السيولة من أبرز المشاكل التي لا تزال مراكز بريد باتنة تعاني منها خاصة خلال الأشهر الأخيرة حيث اضطر المواطنون إلى التوجه نحو مكاتب البريد في ساعة مبكرة من اليوم من أجل الظفر بسحب رواتبهم والوقوف طويلا في منتظرين دورهم فيما لجأ آخرون إلى التنقل إلى الولايات المجاورة ليتسنى لهم سحب رواتبهم كاملة عوض سحب مبالغ محدودة من شبابيك بريد دوائر وبلديات باتنة، كما يتواجد عدد معتبر من هذه المكاتب في وضعية مزرية نظرا لاهترائها وعدم قيام الجهات الوصية بترميمها وإعادة تهيئتها.

وفي رده بخصوص هذا الموضوع صرح المكلف بالإعلام على مستوى مديرية وحدة ولاية باتنة للبريد والمواصلات “خليل مراد” لـ “الأوراس نيوز”، أن مصالح بريد ولاية باتنة تسعى جاهدة لاحتواء أزمة السيولة التي عانت منها الولاية على غرار باقي ولايات الوطن خلال جائحة كورونا، كما أن تصريحات وزيري المالية والبريد أكدت أن جائحة كورونا التي فرضت علينا الحجر الصحي والتزام المنازل أفرزت ركودا على مستوى المعاملات التجارية، مما تسبب في نقص كبير في دوران الأموال التي يتم استخراجها من البنوك باتجاه المواطنين والشارع والتي بدورها لا تعود الى البنوك، ناهيك عن اتجاه المواطنين إلى الاكتناز مما اثر سلبا على سرعة دوران النقود، كما أثر على كمية السيولة على مستوى جميع المراكز، وقد اتخذت ولاية باتنة إجراءات هامة وكان لها أثر إيجابي جعلت الازمة أقل حدة في ولاية باتنة وخففت منها بنسبة من 40 إلى 50% مقارنة مع ولايات أخرى كانت قد عرفت جمودا كليا وانعداما في السيولة بنسبة 100 بالمائة، كما أن ولاية باتنة تمكنت من الصمود حتى في أوقات الذروة وخير دليل على ذلك هو صب معاشات المتقاعدين ومعاشات أو معاشات موظفي قطاع التعليم في الوقت الذي لم تتمكن مكاتب البريد في ولايات مختلفة من الوطن من صبها السبب الانعدام التام للسيولة.

وقد كانت مديرية وحدة بريد ولاية باتنة على اتصال بولايات مجاورة لجلب السيولة على غرار ولايتي سطيف و برج بوعريريج وعلى مستوى بنوك متواجدة في الجزائر العاصمة حيث طلبت مساعدة والي الولاية لتسخير مصالح الدرك الوطني ومصالح الامن الذين سهروا على توفير الأمن والحماية، كما حاولت مصالح بريد ولاية باتنة قدر الإمكان توفير السيولة للزبائن والتخفيف من مشكلة السيولة التي شارفت على الانتهاء حسب تصريح وزير المالية الذي أكد أن الازمة ستنفرج بالتزامن مع إصدار الأوراق النقدية الجديدة من فئة 2000 دينار جزائري، كما أكد محدثنا على كون أعوان البريد العاملين على مستوى المكاتب الموزعة على مستوى ولاية باتنة غير مسؤولين على النقص الذي تشهده السيولة وأنهم يتحملون هذا الضغط منذ أشهر في الوقت الذي يحملهم فيه بعض الزبائن المسؤولية وهو أمر غير منطقي، كما ان مصالح التفتيش تقوم بعملية مراقبة لمراكز البريد بشكل يومي.

وبخصوص نقص مكاتب البريد قال “خليل مراد” أن هياكل ومنشآت بريد ولاية باتنة، أصبحت ورشة مفتوحة على إنشاء مكاتب بريدية جديدة تم انشاؤها مؤخرا على غرار مكتب بريد باتنة بوعقال مكتب بريد في الشمرة مكتب بريد آخر في المعذر من المزمع افتتاحه لاحقا بالإضافة إلى مكتب بريد في وادي الماء ناهيك عن تدعيم “جامعة باتنة 2” بمكتب بريد، إلى جانب برامج مكثفة من حيث إعادة تهيئة مراكز البريد بالولاية التي أصبحت رائدة في مجال إعادة تهيئة المكاتب البريدية كما أنه هناك برنامج مسطر مع بداية سنة 2021 رصدت له ميزانية مخصصة حيث سيتم انشاء مكاتب أخرى من خلال هذا البرنامج بالإضافة إلى مكاتب بريدية في طور الانشاء في كل من المعذر أيضا و في طريق تازولت و حملة 3 والاحياء السكنية الجديدة المتواجدة كما تدعمت بريكة مكتبين بريديين.

و أضاف أن الحد الأقصى للسحب اليومي هو 20 مليون سنتيم تطبيقا لتعليمة لمصالح المديرية العامة لبريد الجزائر والوزارة الوصية وكان هذا المبلغ في أوج الازمة محددا بـ 10 ملايين سنتيم، إلى جانب توفير عمليات التحويلات من حساب بريدي لحساب بريدي آخر ومن حساب بنكي إلى حسابات بنكية ومن حسابات بنكية إلى حسابات بريدية، وتشجع مصالح البريد زبائنها إلى التوجه أكثر إلى التعاملات الرقمية بدلا من التعاملات التقليدية.

وبخصوص الاعطاب المتكررة بالموزعات الالكترونية أكد محدثنا أن سبب عطبها وعدم تدخل مصالح البريد هو كون قطع الغيار الخاصة بها جد حساسة كما أنه يتم جلبها من الشركة الأم التي قامت بتصنيعها والمتواجدة بـ “فرنسا” وتعذر على مصالح البريد التنقل إليها بسبب تعليق الرحلات الجوية نتيجة الوضع الذي الحالي الذي فرضته جائحة كورونا

جدير بالذكر أن النائب البرلماني عن الدائرة الانتخابية لولاية باتنة “حكيم بري” وجه مؤخرا سؤالا كتابيا إلى وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية السيد “ابراهيم بومزار” متسائلا عن الاستراتيجية التي ستتخذها الوزارة من أجل تحسين الخدمة العمومية في المكاتب البريدية وعن مواعيد افتتاح المكاتب البريدية الجاهزة والتي لم يتم وضعها تحت حيز الخدمة كما تطرق إلى موضوع ضرورة إنجاز مكاتب جديدة خاصة في الدوائر الكبرى لولاية باتنة على غرار باتنة و بريكة و أريس و مروانة عين التوتة و رأس العيون، نقاوس، منعة و الشمرة وغيرها إلى جانب ضرورة إضافة موزعات آلية في المكاتب الموجودة بسبب نقصها و عدد المكاتب التي سيتم ترميمها لاحقا، كما تطرق أيضا إلى ملف الادماج المهني بالنسبة لجميع الموظفين المتعاقدين وعن امكانية فتح مناصب شغل جديدة في القطاع بولاية باتنة لسد النقص في اليد العاملة و توفير العمل للشباب العاطلين عن العمل والذين هم في انتظار فتح باب التوظيف في القطاع.

شفيقـة. س

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.