يعتبر وباء كورونا من أكثر الأوبئة غموضا وتطورا ومراوغة حيث فشلت حياله كل التدابير الاحترازية للحد من انتشاره وحتى كل السياسات والمخططات والبرامج المنتهجة ضده لم تفلح حياله، وها هو اليوم يضرب بقوة في دول اعتقدت أنها استطاعت محاصرته من جانب والتعايش معه من جانب آخر.. كوفيد 19 الذي أثار الرعب مرة أخرى بسقوط آلاف الضحايا وعشرات الموتى في ظرف ساعي قياسي قد لا يزيد في بعض الدول عن الأربع والعشرين ساعة ليسجل أعدادا غير متوقعة من المصابين توحي بوجود خلل في التدابير التي اعتقدت الإنسانية أنها الوسيلة المثلى للوقاية من وباء كورونا إلى غاية إيجاد لقاح فعال وأدوية تمنع العدوى والانتشار، رغم تداول إعلان اكتشاف لقاح في كثير من الدول التي تسابق الزمن لتحصل على السبق في ترويج لقاحها الذي تنتظره الإنسانية وهي تقبض على أرواحها و تستقبل كل يوم ضحايا هذا الوباء المقيت والمميت والمحير في آن واحد..
وبخروج علماء عن “صمتهم” بإعلانهم أن وباء كورونا مجرد مؤامرة صنعتها وروجت لها شركات الأدوية العالمية التي تعاني ركودا وأن الدول العظمى المتصارعة هي من تقف وراء هذا الوباء الذي وصف بأنه مُصنّع بيد بشرية وأن تدخلها هو ما كان سببا مباشرا في اختلافه عن بقية الأوبئة، ولا يهم بعد ذلك ما ستخسره البشرية جراء هذا الوباء اللعين الذي لم نفهم كيف يمكن التعامل معه، ما دام قد عاد من جديد وبنفس القوة المخيفة..
ورغم كل ذلك يبدو أن الجزائريين يميلون إلى عودة الحياة إلى طبيعتها ولو على حساب سقوط الأرواح وارتفاع عدد الضحايا، وإن كان الجزائري ما يزال غير مصدق لسبب ما.. أنه بإمكان وباء كورونا أن يطيح بالدول والسياسات والأنظمة والإنسانية جمعاء وأن الأمر برمته كذبة؟!..
وبين كون “كوفيد 19” مجرد مؤامرة سرعان ما تنقضي بانقضاء أهدافها وكونه وباء استهدف البشرية وقلب العالم رأسا على عقب وعطل المصالح وكان سببا إنهاك المواطنين وإفلاس الشركات وخلط أوراق المؤسسات والدول وعطل مسير الدول والدخول الاجتماعي.. فإنه على المواطن التعايش معه مع الحرص على فرض التباعد الاجتماعي والالتزام بقواعد الصحة والسلامة هذه الإجراءات التي انتهكت بسبب اللامبالاة وقلة الوعي للوصول إلى أقل درجات الضرر في انتظار اللقاح الذي ما يزال بعيدا عن الضحايا المحتملين لوباء كورونا.
سماح خميلي