نسـاء وعجـائز يتحدين الظروف الجوية والتضـاريس لجني الزيتون بسطيف
انطلق موسم جني الزيتون على مستوى المناطق الشمالية لولاية سطيف، وهو الموسم الذي ينتظره الكثير من السكان القاطنين في هذه المناطق على اعتبار أن حقول الزيتون تمثل مصدر دخل رئيسي للكثير من العائلات.
ومع انطلاق موسم الجني، فقد بدأ التحاق العائلات لاسيما تلك التي تقيم خارج المنطقة في المدن والولايات المجاورة، وهو ما يجعل موسم جني الزيتون فرصة سانحة من أجل لم شمل العائلات ولقائها مجددا خاصة مع تزامن العملية مع العطلة الشتوية للتلاميذ والطلبة، كما يشكل فرصة أيضا لزوار هذه المناطق من أجل التمتع بالمناظر السياحية الخلابة.
وفي أغلب المناطق الشمالية يتم توكيل النساء والعجائز بمهمة جني المحصول في الحقول في ظل انشغال الرجال بالعمل، وفي العادة تنطلق عملية الجني مع نهاية شهر نوفمبر وتستمر إلى غاية بداية السنة الجديدة حسب المنتوج واليد العاملة.
ومع تواصل الاعتماد على الطرق التقليدية في عملية جني المحصول، فإن موسم جني الزيتون يستمر لعدة أسابيع، وقد يتأخر أكثر في حال تساقط الثلوج والأمطار، ورغم قساوة الظروف الطبيعية في الجهة الشمالية إلا أن السكان يرفضون التخلي عن هذا النشاط الذي يمثل إرثا ضاربا في التاريخ.
ومقارنة بالسنوات الفارطة، فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع كبير في محصول الزيتون لهذه السنة، وهو ما أثار ارتياح العائلات التي تعتمد بشكل كبير في معيشتها اليومية على الزيتون وزيته، حيث يمثل المحصول ما يعرف بـ”العولة” لمواجهة فصل الشتاء والتقلبات الجوية.
مشكل معـاصر الزيتون مطـروح في الجنـوب
وفي المناطق الجنوبية للولاية، عرف محصول السنة الجارية من زيت الزيتون ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الفارطة، وهذا في ظل زيادة المساحة المغروسة من أشجار الزيتون من طرف الفلاحين، غير أن الإشكال الذي واجه المواطنين والفلاحين تمثل في عدم توفر معاصر للزيتون في المنطقة الجنوبية، والتي تتوفر على عدد محدود جدا من المعاصر الحديثة والتي لم تقدر على مواكبة الإنتاج الكبير لهذه المادة.
ويأمل الفلاحون في أن يتم فتح معاصر جديدة للزيتون خلال الفترة القادمة على، من أجل التخفيف من معاناة الفلاحين الذين يضطر البعض منهم للتنقل إلى المعاصر الموجودة في البلديات الشمالية من الولاية أو حتى المعاصر الموجودة في البلديات التابعة لولاية باتنة رغم بعد المسافة.
عبد الهادي. ب