
مُنتخب كرة اليد.. أزمة غير مسبوقة ونتائج كارثية
غضب كبير على رئيسة الاتحادية بسبب تصريحاتها الغريبة
أنهى المنتخب الوطني لكرة اليد الدور التمهيدي من بطولة العالم بهزيمة ثالثة أمام المنتخب التونسي بنتيجة 26-25، ليفشل بذلك في التأهل إلى الدور الرئيسي مُكررا إخفاقه في النسخة الفارطة التي احتفل فيها المرتبة الـ 31 وقبل الأخيرة، وبهذا الإخفاق سيكون “الخضر” معنيون بمباراة ترتيبية قبل مغادرة البطولة في واحدة من أسوأ مشاركات الجزائر على الإطلاق، حيث أنهوا الدور التمهيدي بثلاث هزائم وفارق أهداف سلبي وصل إلى – 35، أي أسوأ من نسخة 2023 الكارثية التي أنهوا فيها هذا الدور بثلاث هزائم أيضا وفارق أهداف سلبي بـ – 30، وبعد مُباراة سيئة بكل المقاييس أمام الدنمارك في أول جولة والخسارة بنتيجة 47-22، انهزم المنتخب الجزائري في ثاني لقاء أمام إيطاليا بنتيجة 32-23، قبل أن يُقدموا أحسن مبارياتهم في هذا الدور أمام الجارة تونس دون أن يتمكنوا من الفوز، لتتأهل تونس إلى الدور الرئيسي في المرتبة الثالثة خلف إيطاليا والدنمارك.
تونس تؤكد العقدة وأيوب عبدي كان يصارع وحيدا
وفي ظل غياب البدائل وعدم توفر الحلول الهجومية، كان هناك اعتماد شبه كلي طيلة البطولة على اللاعب أيوب عبدي الذي استنزف كليا طيلة المباريات الثلاثة، وحصل عبدي في لقاء تونس على جائزة رجل المباراة رغم الخسارة وهي الجائزة الفردية الثالثة له في 16 مباراة من 3 مشاركات مونديالية، ويعتبر عبدي ثاني لاعب جزائري يحصل على جائزة رجل المباراة في المونديال منذ اعتمادها رسميا سنة 2019، إذ سشبقه إلى ذلك مسعود بركوس في مونديال 2021 بمصر عندما تم اختياره أفضل لاعب في لقاء الجزائر وفرنسا، وبشكل عام تعكس هذه النتائج دون شك سوء التحضيرات قبل بداية البطولة وطيلة الأشهر الماضية، حيث أعرب لاعبو المنتخب الوطني عن استيائهم الكبير أثناء تواجدهم في تربص بالجزائر ووصفوا التحضيرات بالكارثية، عكس المُدرب فاروق دهيلي الذي سار عكس التيار وأكد أن التحضيرات جيدة وأن الأجواء رائعة جدا، وومنذ الفوز في نهائي بطولة إفريقيا بالجزائر سنة 2014، لم ينجح المنتخب الجزائري في تحقيق الفوز أمام نظيره التونسي طيلة 13 مواجهة كاملة، كما فشل في الفوز عليه بكأس العالم للمرة الرابعة من أصل أربع مواجهات سابقة منذ نسخة 1999.
سلاحجي: “على الدولة التدخل لوقف العبث في كرة اليد”
ولم يتمالك عبد المالك سلاحجي الحارس السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد نفسه بعد المشاركة الكارثية في بطولة العالم، حيث أكد أن الإقصاء المبكر من بطولة العالم يعكس الأزمة الكبيرة التي تعيشها الكرة الصغيرة في الجزائر، وعبر سلاحجي عن أسفه على النتائج المسجلة، في بطولة العالم وعلى الوضعية التي آلت إليها كرة اليد الجزائرية، حيث نشر على حسابه عبر “فايسبوك” قائلا: “كرة اليد الجزائرية هي الرياضة الأكثر تتويجا بـ 7 بطولات إفريقي، إنها تعيش أزمة عميقة سببها سوء التسيير، الاتحادية أخفقت في وضع استراتيجية واضحة لتطوير اللعبة إضافة إلى التعامل بالمحسوبية و بقرارات عشوائية ناهيك عن تهميش الكفاءات واللاعبين الدوليين المالكين لشهادات تدريب”، وأضاف: “هناك أيضا عدم اهتمام بالمنتخبات الشبانية وإفلاس تام وضعف الاستثمار في الأندية والمنتخب الوطني، هذه العوامل أدت إلى انهيار مستوى كرة اليد، مما أفقد الجزائر مكانتها القارية والدولية”، وأكمل: “إصلاح الوضع يتطلب تغييرا جذريا يبدأ برحيل المسؤولين الحاليين، مع إطلاق خطة مدروسة تهدف إلى بناء قاعدة قوية للأندية معدعم الفئات الشابة وإعادة الهيبة للمنتخب الوطني على الساحة الدولية، على الدولة التدخل ووقف العبث الحاصل في اللعبة”.
رئيسة الاتحادية: “وفرنا كل الظروف والجزائر في أحسن حالاتها لم تتأهل”
ورغم الانتقادات اللاذعة وضعف مستوى التحضيرات قبل بداية البطولة، إلا أن كريمة طالب رئيسة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد أكدت في تصريحات تلفزيونية لها أن المنتخب كان قادرا على التأهل وأن المشكلة الرئيسية تمثلت في سوء الحظ، حيث قالت: “كنا قادرين على التأهل أمام تونس لكن للأسف، الحظ لم يُحالفنا، هذه هي الرياضة فيها رابح وخاسر، أشكر اللاعبين على المجهودات التي قدموها، ونحن كاتحادية وفرنا جميع الظروف بالإمكانيات الموجودة لنضمن تحضيرا جيدا للمنتخب، لم نضيع أي توقف دولي والمنتخب كان في كل التوقفات الدولية في تربصات خارج الجزائر ولعب مباريات ودية”، وأضافت: “العودة إلى الواجهة على المستوى العالمي أمر ليس بالسهل، حتى عندما كانت الجزائر في أحسن حالاتها لم تكن تتأهل إلى الدور الثاني، كان هدفنا الأول متمثلا في العودة على المستوى الإفريقي ونجحنا في الوصول إلى نهائي بطولة إفريقيا، أما المستوى العالمي فيحتاج تخطيطا واستراتيجية وإعادة هيكلة كرة اليد من الفئات الشبانية ناهيك عن إعادة هيكلة الأندية، يُدرك الجميع أن كرة اليد مريضة منذ سنوات ولا يُمكن لأي إتحادية في العالم أن تحسن الوضع في عام أو عامين، اتركوا لنا الوقت وستعود كرة اليد الجزائرية لمكانها الحقيقي”، ومن الغريب حتما أن تتحدث رئيسة الاتحادية عن فشل المنتخب دائما في العبور إلى الدور (الثاني) على حد قولها، فإن كان المقصود الدور ثمن النهائي فإن الجزائر تمكنت من ذلك سنوات 1995، 1999 و2001، أما إن كان المقصود الدور الرئيسي فإن “الخضر” تأهلوا إليه في مونديال 2021 بمصر وما ذلك ببعيد ليُنسى.
م. بلقاسم