العمود

مواقف مُعيقة

لكل مقام مقال

لا يمكن أن يستقيم الحال بوجود أشخاص لا يكترثون للنظام العام ولا يحترمون غيرهم ويخترقون المحيط والأجواء كمساحات عمومية يتشاركها الجميع وللجميع حق فيها دون أن يكون للفرد من امتياز سوى في حال تطوعه إيجابا..

ومن السلوكيات السلبية المنتشرة في المجتمع الجزائري هو الاعتماد بالكامل على الهيئات الرسمية خاصة فيما تعلق بحملات التنظيف وتزيين المحيط، حيث أن هناك دائما من يتطوع بأعداد محدودة مقابل المئات من المنتقدين الذين يعتبرون التطوع بحد ذاته إسهام مباشر في تراخي المؤسسات المعنية واعتمادها على هؤلاء النشطاء الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية تنقية المحيط من الأوساخ العشوائية وتنظيف البالوعات مخافة الفيضانات أو على الأقل الحد من تداعيات موسم الأمطار على الأحياء والشوارع والبيوت وغيرهم، وقد سجلنا عديد المبادرات التي قام أصحابها بعمل احترافي ومنظم في كثير من الولايات مع فتح دعوات لمشاركة مثل هذه الحملات لتعود بالنفع على البلاد والعباد، والتي رغم أعمالهم التطوعية الجبارة إلا أن هناك فئات تعبر عن استيائها ولا تلاقي الاستحسان بقدر الاستهجان ويمكن أن يُثار نقاش طويل دون التوصل لنتيجة ترضيهم بدعوى أن التقاعس الحاصل في الجزائر بسبب عدم الانضباط والتخلي عن المسؤوليات في المؤسسات المكلفة بالتنظيف والحفاظ على البيئة والسهر على سلامة المواطنين يجب أن يوضع له حد بصرامة المتابعة والإدانة، بالإضافة إلى وجوب تغريم كل من يتسبب في انسداد المجاري والبالوعات ونشر الفوضى والأوساخ مهما بدت للعامة بسيطة كرمي الأوراق والقارورات وما شابه لأنها في النهاية تؤدي إلى نتائج وخيمة قد لا يُحسب لها حسابا ..

وهذا الموقف الحق الذي يُراد منه باطل لا يمكن الالتزام به وترك المحيط عرضة للانتهاك تحت دعاوى عدم الاختصاص وأنه لكل مؤسسة دورها ولكل شخص دوره وإن كان هذا لا يستوجب التنصل من المسؤوليات والتهرب ولا يمكن الاعتذار بأي حال، خاصة وأن ديننا الحنيف حريص على المبادرة الخيّرة ويحض على فعل الخيرات والمسارعة إليها وإماطة الأذى عن الطريق وغرس الأشجار والتعاون ونشر كل ما هو إيجابي بفعل أو قول..

فإن لم تستطع تقديم يد العون والمساعدة فلا تثبّط من عزيمة غيرك وإرادتهم ولا تبخس أعمالهم التي تعود بالفائدة عليك وعليهم وعلى كل البلاد.

سماح خميلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.