انتبه العالم أخيرا إلى كون من يرمي النفايات بطرق عشوائية ودون احترام للأشخاص والمحيط والبيئة هو “الزبال” أكرمكم الله أما من يحملها ويعمل على إزالتها فهو بفخامة لا يمكن اختصارها في مصطلحات نحاول من خلالها أن نمنح الرتبة المستحقة لكل عمال النظافة والذين أثبتوا أنهم محور كل الحياة التي نعيشها ولولاهم لغرقنا في نفاياتنا وبقايانا و فضلاتنا ولكانت الشوارع لا تطاق..
ويكفي أن يُعرضوا عن أداء عملهم لسبب من الأسباب ليكتشف كل منكر لفضلهم أنهم الأولى بالاحترام والضمان الاجتماعي وبالراتب اللائق الذي يؤمن لهم حياة كريمة مع رعاية صحية منتظمة وفحوصات دورية لتعرضهم اليومي والدائم لمخاطر ما تحمله النفايات من أمراض فتاكة يجهلها الكثير ممن يستكثر على هذه الفئة الاستقرار المادي ويصنف هذه المهنة من المهن غير الشاقة واليسيرة والتي لا تتطلب كل هذا الاهتمام الذي بدأت الجهات المعنية ومعها المواطنون توجيهه لمهندسي النظافة والساهرين على راحتنا والارتقاء بنا وبمدننا وأحيائنا وشوارعنا وكل المرافق التي هي ضمن نطاق خدماتهم..
ولا يمكن أن نتحدث عن الواجبات دون تأمين الحقوق التي ترضي مستحقيها وتمنحهم الأمان والدافعية للعمل بإخلاص وتفان وإتقان دون تلاعبات أو إخلالات تخلط كل الأوراق و تضع كل العاملين في هذا المجال في محل السخط وعدم الرضا على الأداء المستوجب للاحترام، حيث أننا كثيرا ما نصادف “دخلاء” على كل مجال حتى من مهندسي النظافة خاصة في المرافق الصحية والمستشفيات والمدارس والمؤسسات التربوية على العموم والجامعات وغير ذلك، حيث نشهد ممارسات لا تنم عن روح المسؤولية المفترضة عند عمال النظافة وفي غياب الرقابة والمتابعة فإننا كثيرا ما نسجل تجاوزات تصل إلى حد المساهمة في خلق بؤر متقدمة في الوساخة والتعفن والعبث بالصحة العامة، وهذا ما ساهم في نشر أمراض تتعلق بانعدام النظافة وانتشار الأوساخ وما شابه فيصبح المنظف الموسوم بمهندس النظافة مجندا من الدرجة الأولى في ضرب كل القواعد والبروتوكولات التي يُفترض به احترامها وأداؤها في سبيل راحة الأشخاص والمواطنين كلّ بالصفة التي يحملها دون تمييز أي شخص عن الآخر مع ما يجمعهم من حقهم جميعا في محيط نظيف ومرافق صالحة للاستعمال الآدمي..بينما إحقاق الحقوق وضمانها هو وحده ما يؤمن لنا عمالا بأداء ممتاز لا يحتاج إلا للثناء والتقدير.
سماح خميلي