العمود

من يحاول ضرب الشعب والدولة ببعضهما؟

بصراحة

لا يمكن إنكار أن الوضع الاجتماعي في الجزائر أصبح صعبا في السنوات الأخيرة، ولا يمكن إنكار تدهور القدرة الشرائية للفرد الجزائري في مقابل التغول الجنوني للأسعار، ففي سنوات خلت، كانت أسعار المواد الغذائية ترتفع بنسبة 1% أو الـ5% كأقصى تقدير، أي أن السلعة التي ثمنها 200 دينار، يرتفع سعرها من عام لآخر بما قدره 20 دينارا أو حتى 50 دينارا كأقصى تقدير، أما في السنوات الأخيرة، فالأسعار تتضاعف ولا ترتفع، فالسلعة التي ثمنها 100 دج تتضاعف خلال أشهر قليلة لتصبح بسعر 200 دج، ولعل سعر العدس والعديد من البقوليات لخير مثال، وعندما تتضاعف أسعار “مواد غذائية أساسية” فإن المواد والمنتوجات الأخرى “الثقيلة” حدث ولا حرج، وبالتالي، فلا يحق لنا بعد هذا الحديث عن أسعار السيارات.

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لم يدخر جهدا في سن القوانين التي تقي وتحمي المواطن من المضاربة غير المشروعة، حتى أن الرئيس في آخر لقاء له مع الصحافة قال بلهجة حادة “والله يا اللي نحكمو ما تفرى عليه”، ومثل هذه العبارات لا يمكن أن تصدر سوى عن شخص قد ضاق ذرعا بممارسات لا شك أنها أرقته وهو المسؤول الأول عن الدولة والشعب.

الكثير من الأزمات قد اتضح بأنها مفتعلة، وهي أزمات لم تشهد البلاد مثلها في عز الفساد المتفشي في زمن العصابة، وعندما نعلم بأن الهدف من نشر الفساد في زمن العصابة هو نهب المال العام ونعلم أنه بالرغم من ذلك لم تتفجر أزمات ندرة ولم ترتفع الأسعار بشكل جنوني كما هو الحال عليه اليوم فإننا نقول ببساطة أن هناك أريحية في “النهب حينها” وبالتالي فلم يكن الوضع الاجتماعي مستهدفا، معنى هذا أنه كان من المناسب “للعصابة” وأذرع الفساد أن يستشعر الشعب الاستقرار المالي وتكون حياته هادئة كي تكون الطريق آمنة للعصابة من أجل النهب، أما وقد بات الشعب مستهدفا فهذا ما يعني بأن بقايا العصابة لم تجد الطريق آمنة “لنهب المال  العام” فلجأت لتأجيج وإثارة الشعب من أجل ضرب هذا بذاك والاستفادة من الفوضى وحالة الاحتقان التي يمكن أن تنتج، وهنا، نتساءل، من يحـــاول ضرب الشعب والدولة ببعضهما؟

سمير بوخنوفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.