
من عاداتنا في استقبال المولود الجديد
استقبال المولود الجديد تعد مناسبة سعيدة تجعل الأسرة الصغيرة تبدأ في تكوين عائلة تكبر تدريجيا، كما أن هذا الحدث يدخل السرور والبهجة في قلوب الأجداد المنتظرين استقبال الأحفاد بشوق، فالصغير يجلب الفرحة ويبهج النفوس ويذهب الغم والكدر عن العائلة ويزرع الابتسامة، وتلتف الاسرة من حوله، هذه المناسبة السعيدة لها طقوس وعادات متجذرة لا تزول أبدا مع مرور الزمان ولا تغيير المكان والأوطان رغم التطورات الكثيرة التي عرفها المجتمع الجزائري، إلا أن جل العائلات إن لم نقل كلها تحتفل بقدوم الضيف الجديد كل حسب ظروفه وإمكانياته وطريقته، حيث تختلف عادات الاحتفال بهذه المناسبة من منطقة إلى أخرى، فالإنسان ابن بيئته، والأسرة في الصحراء تختلف عن الأسرة في التل، والأسرة في التل تختلف عن الأسرة في الساحل في الكثير من العادات وتجتمع في أخرى، وسوف يكون تركيزنا اليوم على الأسرة الاوراسية سواء الجبلية منها أو السهلية والتي تزخر بعادات كثيرة وروابط محبة وود منقطع النظير خاصة المواقف الانسانية والأسرية مع الحزم والحياء عند المرأة والرجل، والكنة عندنا تحترم أفراد الأسرة جميعا وتوقر الكبير فيهم وتخدمهم بكل طاقتها، ولهذا عندما تكون في هذه الوضعية فالكل يقدم لها مساعداته ويقف معها دون تراخ وبكل طيبة.
المرأة الحامل: فعندما تحمل المرأة خاصة إن كان حملها الأول، فتحتار من خجلها أتخبر حماتها أم لا، وتبقى مترددة، أما أسرتها هي فيستحيل أن تخبرهم حتى أنها تنقطع عن زيارتهم، مما يجعل والدتها تشك في الأمر وتحاول إرسال من يأتيها بخبر ابنتها إن كانت في نفس البلدة، أما أن كانت في بلدة أخرى بعيدة فالأمر هين لأن زيارتها لأهلها تكون من سنة إلى سنة، وقد تزورهم ومعها وليدها أن حدث وأنجبت.
أما الحماة فمن تجربتها فإنها تتفطن إلى التغيرات التي تحدث لكنتها، وولدها، الزوج كذلك يخجل من والديه ويحاول تجنبهما خاصة والدته (وهذا طبعا قديما وعند بعض الأسر)، فتعمل الحماة على تقليل الأعباء عنها، خاصة الخارجية كجلب الماء والحطب، إن كان هنالك من يعوضها، أو كانت الحماة لا تزال قادرة عى ذلك…يتبع