
ما زال طلبة العلوم الطبية مستمرين في إضرابهم في العديد من ولايات الوطن، على غرار ولاية باتنة، والذي يوشك أن يدخل الشهر الثالث على التوالي، ورغم أن عديد الجامعات قد أعلنت عن “اتخاذ التدابير المناسبة” لتدارك التأخر بحجة أن الوصاية قد استجابت للعديد من المطالب، إلا أن شريحة واسعة من الطلبة قد أكدت بأن كل ما فعلته الوصاية هو التسويف، وليست هنالك استجابة فعلية، خاصة ما تعلق بمطلب توثيق الشهادات الذي أتيح لعدد من الطلبة كنوع من ذر الرماد في العيون ولكسر الإضراب ثم “وقف سريان القرار” بعد ذلك، والأكثر من هذا، هو أن عديد الطلبة قد تداولوا وثيقة تقضي بعدم تسليم الشهادات للمتخرجين وغيرها من القرارات التي لم ترض طلبة العلوم الطبية.
ما نراه نحن، هو أن طلبة العلوم الطبية قد شنوا إضرابا وطنيا للمطالبة بعديد الحقوق، لكن، الذي يحدث اليوم بعد حوالي ثلاثة أشهر من الإضراب هو أن الأمر قد بات يتعلق أكثر “بكبرياء الطلبة”، حيث وبالرغم من رغبة الكثير منهم في العودة إلى مقاعد الدراسة تفاديا لتأويل “إضرابهم” وتفاديا لتخوينهم على غرار “مقال” عبر يومية وطنية، والذي جاء فيه أن الإضراب “يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد”، في حين أن الإضراب عبارة عن “احتجاج” سلمي ومطالبة بطريقة راقية ببعض الحقوق التي يراها القريب والبعيد مطالب مشروعة، قلنا، وبالرغم من رغبة عديد الطلبة في العودة إلى مقاعد الدراسة إلا أن هناك خيطا رفيعا “يمنعهم من فعل ذلك” وهو خيط الكبرياء، ولسان حال شريحة واسعة من طلبة العلوم الطبية يساءل “كيف للوصايا والسلطات” أن تمارس التهديد في حق “نخبة المجتمع” وتحاول كسر إضرابهم وإرغامهم على العودة إلى مقاعد الدراسة دون “الاستجابة لأي من المطالب الرئيسية” التي دخل الآلاف من الطلبة ومعهم “أطباء داخليون” في إضراب من أجلها؟ هل يعقل أن ترغم الوصايا الطلبة على العودة إلى مقاعد الدراسة “صاغرين” وبخفي حنين دون أن تلبي لهم مطلبا على الأقل “احتراما” لكونهم نخبة؟
حمزه لعريبي