
نكبة وراء نكبة وضربات متتالية خبيثة وخسيسة توجهها أكبر دول العالم وأكثرها حرصا على تطبيق العدالة وتحقيق السلم والأمن في العالم، بل وأشدها تظاهرا بذلك، إلى غزة الجريحة التي لم تلتئم جروحها بعد لتجد نفسها أمام سياسة جديدة أكثر لؤما ونذالة ضد شعب يراد استئصاله من أرضه وسلخه عنها؛ سياسة تطهير سلمية أشد خبثا.
فقد انتقل المتربع الجديد على رأس السلطة في بلاد العم سام بل العالم من سياسة التطهير الهمجي إلى التطهير السلمي لسكان غزة وأصحاب الأرض والحق، بطريقة التهجير الطوعي وبمنح اختيار الحياة الجديدة خارج البلاد بمساعدة الدول المجاورة منها مصر والأردن، فتهب وعلى إثر تصريحه بتفريغ غزة المباركات من مسؤولين سابقين ووزراء في الأمن القومي للكيان الصهيوني الداعمة للقرار.
وهي التصريحات التي لاقت إدانة من حركة الجهاد الإسلامي ومن عقلاء العالم العربي والإسلامي على حد سواء، وأسالت المزيد من الحبر وربما ستكون سببا في إسالة المزيد من الدماء البريئة بسبب هذا التنكر القبيح للوجود الفلسطيني مقابل الاعتراف بطريقة غير مباشرة بالكيان الغاشم الظالم، الذي انكشفت عورته ومنذ حرب غزة الأخيرة أمام العالم برمته، خاصة أنها جاءت على لسان رئيس دولة ذات نفوذ كأمريكا ومن رئيس تولى زمام الحكم حديثا.
ورغم أن المقترح والذي سيتحول بدعم دولي متخاذل ومتواطئ إلى قرار وأمر قد جاء تحت ظل “الإنسانية” وبحجة إخراج الغزاويين من القطاع الذي تحول إلى خراب ودمار لا يزال الناس يموتون فيه جوعا وبردا، فإن الحقيقة واضحة وضوح الشمس تدعم استراتيجية اليمين الصهيوني تمهيدا لتفريغ وتهجير سكان غزة ومنها بقية القطاعات، بدعم عربي حتى تشتد النكبة وتتواصل الفتنة العربية وتسلب الأرض من أصحابها بتهجير طوعي وتحت ضغط الأوضاع التي آل اليها القطاع.
نوارة بوبير