
بترويج الفيديوهات الخاصة بفلاحي الجزائر وهم يتحسرون عن منتجاتهم التي تعبوا عليها طوال الموسم الفلاحي ليتم بيعها للتجار بأبخس الأثمان، ثم تروج في السوق بأغلاها نجد أن هذا الوضع غير السوي وغير المعقول ليس من قبيل ما يوصف بالمضاربة والجشع التجاري ومسميات لا علاقة لها بالواقع الفلاحي في الجزائر انساق وراءها بعض المحللين والإعلاميين والمستهلكين وحتى الفلاحين أنفسهم، لنكتشف أن حقيقة ما هو حاصل إنما هو استهداف ممنهج للفلاحة من عملاء الداخل وبأياد خارجية ليس من صالحها أن تحقق الجزائر اكتفاءها الغذائي وتنتقل إلى اكتساح الأسواق العالمية عبر مختلف منافذها ووجهاتها في الإطار الذي راهنت عليه الحكومة قبل سنوات واعتبرت توجيه الاهتمام نحو هذا القطاع الحيوي مشروع القرن الذي يحررنا من رابط الاعتماد على قطاع المحروقات المهيمن على الاقتصاد الجزائري..
وقد حققت الجزائر فعليا قفزة نوعية في القطاع الفلاحي سرعت من الوصول إلى حلم الاكتفاء الذاتي بتغطية ما نسبته خمسة وسبعون بالمائة من حاجيات السوق حسب مؤشر الإحصاءات الأخير، وهذا من جانب آخر ما أثار مخاوف الدول المنافسة خاصة الاستعمارية منها والتي تسعى لتحطيم مساعي التغيير والتحرر الفعلي بجميع وسائلها المتاحة ما يجعل القطاع الفلاحي الأكثر استهدافا وهذا ما نعايشه دون أن يتفطن إلى ذلك فئات واسعة ممن يأخذون بظاهر الأمور، ومن المفزع القول أن مخططات أعداء الجزائر يتم تنفيذها بحرص لا يثير الريبة ولا يستنفر أصحاب القرار للوقوف بوجه هكذا مناورات وحروب معلنة لكسر القطاع الفلاحي والفلاح الجزائري وقد نجحوا إلى حد إعلان الكثير من المستثمرين الفلاحيين والفلاحين انسحابهم لعجزهم على الصمود أمام ما يُحاك ضدهم متجسدا في خسائر ضخمة لا يمكن تداركها بأي حال..
وبعيدا عن لغة كل شيء على ما يرام والجزائر تحقق أعلى مستوى لها من الإنتاج في عديد الشعب الاستراتيجية وتطويرها، فإن الفلاح بحاجة إلى دعم ومساندة لحمايته من الاستهداف وذلك بالحرص على تثمين المنتجات دون إلحاق الخسارة به بجعله الحلقة الأضعف بين تجار الجملة والتجزئة والمستثمرين وتطوير الصناعة التحويلية وتقريب مصنعها للفلاح وغير ذلك من الإجراءات والمشاريع والسياسات التي تضعنا على المسار الصحيح في مشروع القرن دون مآخذ الشعارات الجوفاء التي تدفع بفلاح يتحسر على منتوج “الجريوات” أو الكوسة الذي يبيعه بعشرين دينارا في حين أنه في السوق وصل إلى حد المائتي دينار والفارق كما قلنا ونؤكد أكبر من مجرد مضاربة سرعان ما ينقضي موسمها.
سماح خميلي