منطقة صناعية بلا صناعة ومشاريع مشلولة منذ 40 سنة في عين البيضاء بأم البواقي

تعاني المنطقة الصناعية بمدينة عين البيضاء في ولاية أم البواقي من غياب التهيئة منذ أكثر من أربعين سنة، في ظل انعدام الربط بشبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي، إلى جانب تدهور الطرق المؤدية إليها، ما جعلها خارج دائرة النشاط لعقود طويلة.

وسعت السلطات الولائية في الفترة الأخيرة إلى إعادة بعث المنطقة من خلال فتح المجال أمام المستثمرين ودفع عجلة التنمية الاقتصادية محليا، بهدف خلق فرص عمل جديدة، إلا أن غياب التهيئة أدى إلى توقّف عدة وحدات استثمارية عن الإنتاج، فضلا عن منح العديد من القطع الأرضية لأشخاص لا تتوفر فيهم شروط الاستحقاق، وطالب مواطنو مدينة عين البيضاء بتدخل عاجل للجنة الولائية المكلفة بتطهير العقار الصناعي، للفصل في وضعية الوحدات الاستثمارية غير المنجزة منذ سنوات، قصد إعادة بعث الاستثمار في المنطقة، من جهتها، كشفت بلدية عين البيضاء عن إعداد ملف خاص بالتركيبة المالية المقترحة لاستكمال أشغال التهيئة، قُدّرت قيمته بأكثر من 90 مليار سنتيم، ويشمل شبكات الصرف الصحي وتوزيع الكهرباء والغاز الطبيعي، غير أن الأشغال لم تنطلق بعد، بسبب عدم المصادقة على الغلاف المالي المقترح، وتتوزع المنطقة الصناعية بعين البيضاء إلى أربعة أجزاء، اثنان منها لم تنطلق بهما الأشغال، بسبب ارتفاع تكلفة الدراسة التقنية التي تشمل تزويدها بالكهرباء والغاز والإنارة العمومية، إلى جانب تهيئة الطرقات وربطها بشبكة الألياف البصرية، وفي هذا السياق، صرّح وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، سيفي غريب، أن المنطقة الصناعية بعين البيضاء أنشئت بتاريخ 13 أوت 1975 على مساحة إجمالية تقدر بـ121.04 هكتار، موزعة على 169 قطعة، وقد أُوكلت مهمة تهيئتها لمؤسسة عمومية، حيث بلغت نسبة الأشغال 55%، وربطها بالكهرباء 46%، أما نسبة الأشغال المتبقية والتي تمثل 60% من عملية التهيئة، فتتطلب غلافًا ماليًا قدره 200 مليار سنتيم، حسب الدراسة التقنية، وقد تم رفع الطلب لوزارة المالية لإدراج المشروع ضمن ميزانية 2025، غير أنه لم يحظَ بالموافقة.

بن ستول. س