محليات

مشاتي بوحمامة في خنشلة..معاناة يومية في انتظار الفرج

السكان صامدون في وجه التهميش والعزلـة

لا يزال سكان قرى ومشاتي بلدية بوحمامة، على غرار، الزيريز، أولاد خوشة، أولاد بوبكر، شير، وأولاد بلال، يعيشون ظروفًا صعبة للغاية بسبب انعدام أبسط شروط الحياة، وذلك رغم الجهود المبذولة من السلطات المحلية في الولاية لتجسيد العديد من المشاريع التنموية في مختلف البلديات، وقد أجبر هذا الوضع العديد من السكان على النزوح من هذه الأرياف بحثًا عن ظروف حياة أقل قسوة.

تعاني هذه القرى من وضعية متأزمة بسبب العزلة والحرمان من ضروريات العيش الأساسية، حيث ما زالت هذه المناطق تواجه نقصًا كبيرًا في مجالات عدة، من بينها الطرقات والمسالك، وغياب المياه، وهو ما يُعتبر من أهم النقاط السوداء، إلى جانب نقص الخدمات الصحية، وأبدى سكان هذه القرى استياءهم الشديد نتيجة غياب أساسيات العيش الكريم، ومن أبرزها غياب الماء الشروب، فحتى اليوم، تعاني البلدية من هذا الانشغال الذي بدأ منذ فجر الاستقلال، ولا تزال معاناتهم مستمرة بسبب غياب الحلول النهائية وتعدد المحاولات غير المجدية، وبات غياب الماء الصالح للشرب أمرًا يؤرقهم، وينعكس سلبًا على حياتهم اليومية، وللتغلب على هذه المشكلة، اضطر بعضهم لاستخدام العربات اليدوية (برويطة) لنقل المياه من مسافات بعيدة، فيما لجأ آخرون إلى شراء الماء بواسطة الصهاريج بأسعار مرتفعة لا يستطيع العديد من السكان ذوي القدرة الشرائية المحدودة تحملها، أما فيما يتعلق بالمعاناة الأخرى، فإن العديد من العائلات، بمن فيهم الأطفال والشيوخ، يطالبون بأبسط حقوقهم تحت شعار “نريد الغاز الطبيعي”، ورغم أن السلطات قد أنهت توصيل هذه الخدمة إلى بعض المنازل، لا يزال العديد من المنازل الأخرى في انتظار توصيل الغاز الذي تأخر بشكل كبير، مما يزيد من معاناتهم، ناهيك عن العزلة التي تزيد من تعقيد أوضاعهم، وأكد سكان هذه المناطق أن الظروف المزرية التي يعيشونها منذ الاستقلال قد ألقت بهم في عزلة قاسية بين مسالك ريفية وعرة يصعب التنقل فيها، حيث ترفضها السيارات بسبب الحفر والمطبات التي تلحقها، كما يفتقرون إلى الجسور لعبور الأودية، ومع بداية تساقط الأمطار، تصبح الطرقات غير قابلة للمرور، وتغلق نهائيًا بسبب ارتفاع منسوب المياه في الأودية، ما يرفع من المخاطر حيث لا تستطيع حتى الجرارات المرور، وأصبحت هذه المناطق أكثر عزلة لفترات طويلة، وهو ما أسهم في تأخر تنميتها. ويأمل السكان أن يتم الالتفات إلى مطالبهم المشروعة، خاصة فيما يتعلق بتزويدهم بشبكات الغاز الطبيعي، وتوفير الماء الشروب، وفتح المسالك الجبلية.

محمد.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.