العمود

مسكنات الفوز الرياضي

لكل مقام مقال

رغم أنه لا شيء يعادل فوز الفريق الوطني والفرحة التي يقتحم بها كل بيت جزائري حيث سيطرت “المستديرة الساحرة” على العقول والقلوب إلا أنها لا تعدو أن تكون مجرد مسكنات لعامة الشعب الذين يخرجون في كل استحقاق رياضي يتوج بالفوز للتعبير عن مساندتهم المطلقة وغير المشروطة للفريق الوطني خاصة المدرب “جمال بلماضي” الذي هو بمثابة معجزة إلهية بعد سلسلة انكسارات خاضها الفريق مع سابقيه من المدربين..

واليوم وقد بات الفريق الوطني من أقوى الفرق المشهود لها عالميا والتي يُحسب لها ألف حساب فإنه تحول بهذه القوة إلى ما يُشبه ملاذا آمنا من المتاعب اليومية والأزمات والمشاكل التي غرق فيها المواطن وما يزال يواجهها في بحثه عن الاستقرار المادي وملاحقته المستميتة لعيش كريم بتوفير العمل والسكن وقدرة شرائية تضمن لكل فرد حقوق المواطنة المكفولة بالقانون والدستور وما يترتب عنها من التزامات عينية و معنوية..

وأمام إصرار بلماضي ومحاربيه على رفع الراية الوطنية وتحقيق الانتصارات وإدخال الفرحة في قلوب الجزائريين المترقبة والمتعطشة والباحثة عن كل أسبابها لا يمكن إنكار هذا الدور الإيجابي الذي يلعبه بلماضي لإحداث توازن بين كفة الضربات الموجعة التي يتلقاها المواطن وبين فرحة كبرى تُمرر بين لقاء كروي وآخر ولعلنا بتنا عن مقربة لاجتياز عتبة التأهل لكأس العالم والفوز به بوجود أبطال في التشكيلة الوطنية يطمحون لأكثر من المشاركة الشرفية..

وقد تخوف الجزائريون من لقاء بوركينافاسو على أرضية المملكة المغربية هذا اللقاء الذي سبقه الكثير من الإشاعات التي أُريد بها زعزعة الفريق الوطني بوجود منافسين غير شرفاء وأعداء لم يسعدهم المستوى الذي وصل إليه الفريق والأدهى من كل هؤلاء أن نجد في الداخل من يحاول تحطيم بلماضي غير القابل للكسر بقدر قابليته لتجاوز كل العقبات والسعي قدما نحو القمة.. ومن المثير أن تعلو الرياضة على كل الأزمات بما فيها الأزمة السياسية مع الجارة المغرب وقطع العلاقات، حيث أبدى رئيس الاتحادية المغربية ترحيبه بالفريق وبكون المغرب قد هيّأ كل الظروف الملائمة لاستضافة الفريق الوطني بعيدا عن الحساسيات، وهذا ما أكده بالمقابل المدرب “جمال بلماضي” الذي أصر على أن الأزمة بين البلدين لن تؤثر في طموح الفوز على بوركينافاسو المترقب هذا المساء والذي سيزيد من عزيمة الفريق ويرتقي بالشعب الجزائري إلى درجة البهجة وسط واقع مهزوز ومُخيّب لكل تطلعات التغيير المنشودة.

سماح خميلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.