مسـاعي متواصـلة لفتـح تخصصـات جديدة بالمركز الجـامعي بريكـة
بعـد إبـرام اتفـاقيتين مع جـامعـات تركيـة
يسعى القائمون على المركز الجامعي بريكة إلى تحويل الرؤية المستقبلية للمركز إلى حقيقة، عبر خلق التميز بين المراكز الجامعية والجامعات الجزائرية، وتغيير واقعه والمضي قدما لتحويله من مركز إلى قطب جامعي يتصدر الريادة في الجزائر، ويظهر ذلك من خلال الجهود المبذولة من طرف الأسرة الجامعية.
وفي هذا الحوار المقتضب مع مديرة المركز الجامعية ببريكة، البروفيسور بولحية شهيرة، تكشف فيه ليومية “الأوراس نيوز” عن أبرز مشاريع المركز وآفاقه المستقبلية.
حوار: شفيقة سعادي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأوراس نيوز: منذ افتتاحه سنة 2011، استقبل المركز الجامعي بريكة طلبة مدينة بريكة وضواحيها وطلبة البلديات والدوائر المجاورة على غرار نقاوس وأولاد سي سليمان، كما عرف تطورا ملحوظا لا سيما خلال الفترة الأخيرة بعد استحداث العديد من التخصصات التي لم تكن متاحة من قبل، حدثينا عن ذلك..
-المركز الجامعي بريكة، ضم منذ فتح أبوابه طلبة من دائرة بريكة بالإضافة الى طلبة المناطق المجاورة، وهو يحتضن اليوم عشرات الطلبة من مختلف الولايات وليس الدوائر القريبة من بريكة فحسب، فالمركز الجامعي بريكة يتوفر اليوم على معهد الحقوق والعلوم الاقتصادية، معهد العلوم الانسانية والاجتماعية، معهد الآداب واللغات بالإضافة إلى معهد العلوم الذي سيشهد خلال الموسم الدراسي المقبل تخرج أول دفعة ماستر.
لا سبيل لتطوير المركز الجامعي بريكة واستقراره إلا بتظافر جهود الجميع، وأبواب الإدارة مفتوحة للجميع وللشركاء الاجتماعيين والتكفل بكافة الانشغالات، وتعزيز الشعور بوحدة وتماسك الأسرة الجامعية والحفاظ على الحيوية وقوة التأثير في مقدمة أولوياتي، وهذا ما أتى بي إلى هنا، أستعمل منهج الحوار كأسلوب وألية لحل المشاكل في ظل تطبيق القانون واحترام تعليمات واستراتيجية الوزارة الوصية.
وأعمل رفقة الطاقم الإداري على توفير كل الظروف المناسبة، لسيرورة العمل المؤسساتي، وطالبت من كل الشركاء الاجتماعيين تبليغي بأي تقصير أو انشغال، وعدم نشر معلومات غير مؤكدة وكل ما من شأنه أن يضر بسمعة المركز الجامعي عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافةإلى تطوير المركز ليتماشى مع أهداف التنمية المحلية والوطنية وخدمة المجتمع ودعم عمليات التنمية في مختلف القطاعات بأسلوب علمي يتفق مع دور الجامعة المأمول في خدمة المجتمع.
ويعرف المركز أشغال توسعة لاستحداث المزيد من التخصصات الجامعية الأخرى التي نحن بحاجة ماسة إلى استحداثها، وستنتهي الأشغال قبل حلول الموسم الجامعي 2023/2024.
بالحديث عن أشغال التوسعة، ماهي المرافق والأقسام التي سيتدعم بها المركز الجامعي بريكة خلال الموسم الدراسي القادم؟
هذه التوسعة في الأصل كانت مخصصة لمعهد العلوم والتخصصات العلمية والتكنولوجية، لكن ظروف المركز الذي أنجز في بدايته كـ “ملحقة” تضم 2000 مقعد بيداغوجي والذي بات اليوم يضم حوالي 5000 طالبا من مختلف التخصصات، وبالتالي فهو يعرف اكتظاظا كبيرا، ومن شأن هذه التوسعة أن تقضي على هذه المشكلة التي واجهتنا بعد تزايد عدد طلبة المركز، وتضم التوسعة عددا من المدرجات والمخابر والمرافق البيداغوجية.
تأثرت جميع القطاعات في العالم أجمع جراء جائحة كورونا، ومن بين القطاعات الأكثر تأثرا بها قطاع التعليم العالي، كيف تعاملتم مع الجائحة لاسيما من حيث استمرارية التدريس والتواصل مع الطالب؟
جائحة كورونا كانت وضعا غير متوقع، لكن بالنسبة للمركز الجامعي بريكة يمكننا القول “رُبّ ضارة نافعة” اضطررنا الى التوجه الى التعليم عن بعد وأصبح المركز رائدا في المجال الذي استحدث منصة تعليم خاصة، وقبل فترة قصيرة ثمنت لجنة خاصة قدِمت للاطلاع على واقع الدراسة عن بعد والرقمنة في مؤسستنا إذ تعتبر نموذجا يحتذى به عبر الوطن.
ماهو واقع الرقمنة على مستوى مركزكم، سواء تعلق الأمر بالتدريس أو باقي التعاملات مع الموظفين والمحيط الخارجي؟
أصبحت الرقمنة هدفا استراتيجيا للجزائر في شتى المجالات، كما أنها إحدى الأولويات التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية، والتي التزم بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي في برنامجه، بغرض تعميم الرقمنة في جميع المؤسسات والمراكز الجامعية عبر الوطن، كبداية تم تفعيل مركز الانظمة والشبكات وتفعيله ليدخل فعليا حيز الخدمة وأدمج فيه خيرة المختصين والمهندسين في المجال، ناهيك عن استحداث مركز استراتيجية الرقمنة بالمركز، بالإضافة إلى تسطير برنامج لتنظيم دورات ورشات تدريبية وتكوينية في المجال وتعزيز فكرة “صفر ورقة” والاستغناء عن الورق بشكل كبير، ناهيك عن فرض تقديم ملف الكتروني فيما يتعلق بمذكرات التخرج والأطروحات بالإضافة الى تفعيل التوقيع الالكتروني.
استفاد المركز الجامعي بريكة من اتفاقيات مع جامعات دولية من أجل الرقي بالبحث العلمي، ماهو محتوى هذا التعاون وماهو مستقبله؟
سعيا للانفتاح والشراكة والتعاون مع الجامعات الدولية، قمت رفقة الدكتور صهيب ميلاس المدير المساعد للعلاقات الخارجية، بزيارة للجامعات التركية، منذ أيام قليلة قصد وضع خارطة طريق لإمضاء اتفاقية تعاون لتعزيز وتفعيل العلاقات الخارجية للمركز الجامعي بريكة مع الجامعات الأجنبية، وكذلك مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي لتحقيق الأهداف المرجوة، منها ” جامعةSakarya، جامعةBurdur، وهذه الاتفاقيات التي أمضيتها أصبحت أساسية، في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي وربط علاقات مع الفاعلين على المستوى الدولي، وتبادل ونقل الخبرات والاستفادة من المخابر ومراكز البحوث الموجودة على المستوى العالمي، وتسهيل حركة الطلاب والأساتذة، والقيام بمشاريع بحثية مشتركة وكلها مبادرات تأتي ضمن مساعي تعزيز التعاون الدولي المعتبر محور من المحاور الأساسية التي يتم التركيز عليها في استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
عرفت السنوات الاخيرة عدة تسهيلات لتلاميذ البكالوريا على غرار إلغاء بعض الدروس وتحديدها وخفض معدل النجاح أيضا، مما تسبب في ارتفاع عدد الطلبة وتسجيل اكتظاظ غير مسبوق في الجامعات الجزائرية، كيف يتم التحضير لاستقبال حاملي شهادة البكالوريا لدورة جوان 2023 على مستوى مؤسستكم؟
نقوم منذ شهر جانفي 2023 بمعية الطاقم البيداغوجي والإداري للمركز باتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة التي تضمن دخول جامعي متميز وناجح، حيث قمنا بإنشاء خلية اتصال جامعة – ثانوية، أين قامت هذه الأخيرة بعديد من الزيارات الميدانية للثانويات الواقعة في المدينة الجامعية باتنة كثانويات دوائر بريكة، الجزار، سقانة، عين التوتة، نقاوس ورأس العيون، وهذا لمرافقة وتوجيه المترشحين لاجتياز امتحان البكالوريا للاندماج بشكل سلس في الوسط الجامعي، كما قام المركز بتنظيم أبواب مفتوحة وإعلامية لفائدة تلاميذ الطور النهائي على مستوى المركز الجامعي بريكة، وذلك للتعريف بمعاهد المركز والتخصصات المفتوحة، وكذا ظروف الإقامة والإطعام على مستوى الخدمات الجامعية التابعة للمركز، وفي هذا الصدد، أُطمئن بناتي وأبنائي الطلبة بأن كل الظروف المادية والبشرية ستكون متوفرة خلال السنة الجامعية المقبلة، حيث تم تدعيم المركز بـ 10 أساتذة جدد، كما أن المركز سيعرف استلام 2000 مقعد بيداغوجي مجهز بأحدث التجهيزات لمعهد العلوم مع السنة الجارية.
ماهي التخصصات الجديدة المتاحة على مستوى المركز خلال الموسم الجامعي القادم 2023/2024 ؟
سيتدعم المركز الجامعي بالإضافة إلى الشعب والتخصصات المتاحة، بتخصصين جديدين على مستوى معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية الأول يتعلق ماستر إعلام واتصال وذلك لتمكين طلبة ليسانس إعلام واتصال من استكمال دراستهم في الطور الثاني ماستر، والثاني هو ليسانس مهني تخصص علم النفس العمل والتنظيم، ويعتبر أول ليسانس مهني يتدعم به المركز الجامعي ويعنى به طلبة السنة الثالثة علم النفس، علما ًأن المركز بصدد التحضير لفتح تخصصات جديدة خلال سنوات 2024، 2025 و 2026 بما يتماشى والمحيط الاقتصادي والاجتماعي للمركز.
يعد تدريس اللغة الانجليزية والتدريس بها من بين اهم الاصلاحات التي يؤكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي على ضرورة اعطائها أهمية كبرى في القطاع، كيف تعاملتم مع هذه التعليمة على مستوى مؤسستكم؟
تعزيز اللغة الانجليزية في القطاع هو اضافة للجامعة الجزائرية، يجب أن نتجند من أجله فاللغة الانجليزية هي لغة العلم في شتى المجالات، فقد قمنا بتسجيل الأساتذة من أجل الالتحاق بمركز تكثيف اللغات، بالإضافة الى الانخراط في المنصة الوطنية لتعليم الانجليزية، والجدير بالذكر أن عددا من أساتذة مركزنا الذين يدرسون طلبة التخصصات العلمية والتكنولوجية يقدمون الدروس باللغة الانجليزية في بعض المقاييس.
ماهو تقييمكم للسنة الجامعية 2022/2023 وماهي أهم الانجازات التي حققها طلبة المركز الجامعي بريكة؟
لقد كانت السنة الجامعية 2022/2023 ناجحة بامتياز على كافة المستويات البيداغوجية، العلمية والإدارية، بحيث يتم التحضير الآن لمناقشات مذكرات تخرج الطلبة في أحسن الظروف الممكنة وتسليم شهادات التخرج النهائية في الآجال المحددة، أما فيما يتعلق بالنشاطات العلمية فقد تمكنت الطالبة بن سعيد مريممن الحصول على المرتبة الثالثة وطنيا في مسابقة تحدي القراءة، بالإضافة إلى انجازات الطلبة في مجال الرياضة والذين حصلوا من خلالها على مراكز مهمة على المستوى الوطني كذلك.
كما شهد المركز استقرارا نتيجة اعتماد نمط الحوار والتشاركية في اتخاذ القرار مع كافة أعضاء الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة وموظفين، وفي هذا الصدد، أشيد بروح المسؤولية التي يتمتع بها أساتذة المركز الذين يقومون بمجهودات كبيرة للرقي بالمركز الجامعي نحو الأفضل دائماً، والأمر نفسه ينطبق على كل مستخدمي المركز من موظفين وعمال المركز.
ما هو تعليقك على قرار رئيس الجمهورية بخصوص توظيف حاملي الماجستير والدكتوراه؟
نثمّن القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية والتي تخص قطاع التعليم العالي والبحث العلمي،والقرار المتعلق بتوظيف الدكاترة وحاملي الماجستير يعتبر قرارا حكيما يعبر عن حرص الدولة في كنف جزائر جديدة على ألا تفرط في كفاءاتها ونخبها الجامعية.
وهذا يدل على أن الوزارة تريد حل مشكل حملة الماجستير والدكاترة البطالين بصفة تدريجية حسب قدرة استيعاب الجامعات ومراكز البحث، حتى لا تؤثر على الإصلاحات التي تجرى في الجامعة، خاصة ما تعلق بتحسين جودة التكوين وتشجيع البحث المفيد.
كلمتك الأخيرة لقراء “الأوراس نيوز”..
إن التعليم العالي – بلا شكٍّ- هو كلمة السر في نجاح أي دولة اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وثقافيا، وهو يحظى بدعم رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي، وتسعى الجامعة الجزائرية لتخريج كوادر وطنية ذات كفاءة عالية مختصة قادرة على المساهمة الفعالة في إرساء قواعد مجتمع المعرفة وتلبية حاجة السوق من الكوادر المؤهلة والمدربة بنوعية واحتراف، من خلال توفير تخصصات نوعية، وعلى الطلبة الحفاظ على مكتسبات المركز الجامعي، والتعاون مع الجميع لرفع مستواه، لأن سمعتهم من سمعة المركز، ولأن الشهادة التي سيحصلون عليها بعد تخرجهم سوف تستمر معهم طول حياتهم، وأقول لهم ” أنا معكم وأسمع لكم”.
لذا يجب علينا أن نتعاون جميعًا ومن لديه مقترح أو ملاحظة أو أي استفسار، فعليه أن يتواصل معنا من خلال طرق التواصل بالمركز الجامعي، ونحن نسعى جميعًا لخدمتكم.
ش. س