مجتمع

مسـاعي “صورايا سايحي” لفتح أكبر ورشة خياطـة “المحلفة الشاوية” وتسويقها دوليا

لأزيد من 30 سنة في تصميم اللبـاس التقليدي الأمـازيغي

تتخذ صورايا سايحي، وهي مصممة لباس تقليدي أمازيغي، من ورشتها التي تبدو كلوحة فنية من الديكور الامازيغي، ملهما لها في الحفاظ على كل ما له علاقة بالموروث، بدأت ذلك من الوهلة الأولى التي كانت تستذكر خلالها جدتها التي بدت لها كلوحة تقليدية كاملة، ووالدتها التي اندمجت في مهنة “الخياطة” التقليدية بما يلبس حاليا، لتضع خطواتها الجادة نحو التميز، ولتكون بصمة لعديد “الملاحف” التي أصبحت تتهافت عليها الفنانات والصحفيات و “العرائس” وفتيات في عمر الزهور، للمستها المذهلة التي تعيد الحنين نحو “الجذور” بطريقة أصيلة.

ولأزيد من 30 سنة، عكفت صواريا سايحي على تصميم “الملحفة الشاوية” لتخصصها في اللباس التقليدي، وحضورها في عديد المعارض المحلية منها والوطنية وأيضا المهرجانات المختلفة، تقول صورايا خلال حديثها ليومية “الاوراس نيوز”: ” حقيقة، لم أنطلق في التصميم للباس التقليدي من فراغ، البيئة التي عشت فيها كون ابي من منطقة تكوت وأمي من منطقة تاغيت، جعلني أبصر جيدا مدى روعة الحياة البسيطة والدافئة التي ترعرعت فيها، جدتي التي كانت تنسج الصوف والبرنوس والملحفة، وأمي التي كبرت على تلك المهنة، لأجد نفسي انصاع بإرادة حرة لأكون أصيلة في خياطة كل ما له علاقة بالتقليد، شيء ما يجعلني أكن الاحترام لكل ما هو متجذر، إنها الفطرة التي تجعلنا نفتخر بكوننا “شاوية” بلباسنا وطعامنا وبيوتنا التي لا تزال شامخة وراسخة حجم الهوية”.

الورشة التي عمدت خلالها “صورايا” تصميم عديد الملابس التقليدية، جعلها تشارك في الكثير من المعارض داخل وخارج الوطن، تقول في هذا الصدد “صلنا وجلنا في ربوع الوطن الحبيب وخارجه من أجل التعريف بأقدم لباس الا وهي الملحفة الشاوية والحفاظ عليها وهذا بإرتدائها ونقلها لأبنائنا، باعتبار أن الملحفة الشاوية التي يقدر عمرها بأكثر من 30قرنا لباس جداتنا قديما…هو لباسنا ولباس بناتنا”.

كما وتصف المحلفة الشاوية قائلة: “الملحفة الشاوية التقليدية هي السترة والجمال…الاناقة والأصالة … لباس اسود تزينه خيوط اللي هي “اسفيفين” ملونة بالأصفر والأخضر والوردي أو الأحمر تلبسه المرأة الشاوية مع الحلي الفضي الذي يزيدها جمالا واناقة مع حزام مصنوع من خيوط ملونة يعرق فيه قطعة مربعة منقوشة من الفضة وتسمى الحجاب…تغطي المرأة الشاوية ضهرها بقطعة من الصوف أو الحرير أو القماش وتسمى لوقة أو هاسقلابث وتشد عن الصدر بقطعة  من الفضة وتسمى هابزيمث، شعر المرأة الشاوية يغطى بمنديل أو محرمة شاوية بحتة ليكون الجبين الفضي المنقوش والمنحوت بأشكال جميلة ورموز وفوقها الشاش الملون بالوان الاوراس الاشم”.

شاركت صوراياسايحي، في عدة مناسبات واحتفالات نالت خلالها شهادات وجوائز عدة داخل وخارج الوطن وكان الهدف من هذه المشاركات حسبها، التعريف بلباسنا التقليدي الأصيل، حيث حازت على جائزة احسن لباس تقليدي بغرفة الصناعة التقليدية والحرف، إلى جانب تقديمها عروض أزياء وبشهادات مشرفة، كما سجلت مشركة لها في مسرح باتنة مع المخرج الكبير لحسن شيبةوكبار الفنانين، لتكون بذلك محط أنظار فنانات شاويات ألبستهم الملحفة الشاوية التقليدية الأصلية في كليبات نالت اعجاب الجميع من بينهم سعاد الشاوية ولينا الشاوية، كما تم الباسها لصحفيات مع الحلي الفضي وبنات في عمر الزهور زادتهن جمالا، فهي الحاضرة دائما في مختلف هذه الفعاليات خاصة في “ينار”.

هذا وقدمت صوراياسايحي مداخلة بحضور وفد عن منظمة اليونسكو للتعريف والحديث عن الملحفة الشاوية قائلة: “هذا شرف لي …وفخر أن تصنف الملحفة الشاوية كلباس شاوي جزائري، لقد ساعدتني أيضاوسائل التواصل الاجتماعي كثيرا للتعريف بالملحفة الشاوي،وأيضا غرفة الصناعة التقليدية والحرف منحت أهمية كبيرة للباسنا التقليدي، إلى جانب عديد المسؤولين والصحافيين والصحفيات  الذين كان لهم فضل كبير أن تصل أعمالي إلى فئات كثيرة من المجتمع”.

ترى صورايا أن الاتقان في العمل والاستمرارية في الحفاظ على الموروث الأمازيغي سيكون مآله النجاح، خاصة وأنها تسعى لتقديم الاجمل والارقى والانقى لبناتنا من اجل الحفاظ على موروثنا الثقافي، شاكرة كل من دعمها لتصل إلى ما هي عليه الآن، مختتمة حديثها: “حلمي أن أفتح أكبر ورشة لصناعة الملحفة الشاوية ولما لا تصدير منتوجنا خارج الوطن مما يزيدنا فخراً واعتزازا”.

رقية. ل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.