مسرحية “أغرابو ن كايان” تسلط الضوء على محنة الجزائريين مع التهجير القسري من طرف المستعمر الفرنسي
للمخرج يسعد عبد النور
تمتع جمهور المسرح الجهوي بالعلمة، شرق ولاية سطيف، بالعرض المسرحي الأمازيغي “أغرابو ن كايان”، أو “سفينة كاليدونيا”، والذي يروي جزءا من التاريخ العريق ويبرز نضال الأجداد في مواجهة المستعمر الفرنسي الغاشم.
وتم برمجة العرض في إطار إحياء الذكرى ال70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وتسلط مسرحية “أغرابو ن كايان” للمخرج يسعد عبد النور، الضوء على محنة الجزائريين في القرن ال19 أثناء التهجير القسري على يد الاستعمار الفرنسي.
حيث تم عرض أحداث درامية مستوحاة من التاريخ في منطقة القبائل خلال القرن ال19، وتناول العرض في البداية الأسباب التي جعلت الأهالي يثورون ضد المستعمر الفرنسي في سلسلة من المقاومات الشعبية (الحداد والمقراني سنة 1871) التي استنفذت أرواح الجزائريين وأتعبت كاهل المستعمر الفرنسي الذي لم يجد من حيلة لمواجهة هذه المقاومات سوى تغريب زعماء هذه المقاومات والرؤوس المفكرة لها.
وفي طابع درامي مشوق، تتناول المسرحية رد فعل الشعب الجزائري اتجاه سياسات المستعمر، حيث كانت تراجيدية الشعب الجزائري أقوى بكثير من تراجيدية الشعوب الأخرى، حيث دفع ثمنا مضاعفا لمحاربة ومناهضة الاستعمار، من خلال استشهاد عدد كبير داخل الوطن، وسلخ وإبعاد وتغريب الكثير من المقاومين إلى ما وراء البحار “كاليدونيا”.
كما يبرز العرض المنتج من طرف المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، روح المقاومة والتضحية، ويسترجع صفحات من النضال الجزائري المشرق ضد المستعمر الغاشم وسرد لقصص الشجاعة والنضال.
وفي هذا العرض، أدى الممثل نسيم مصباح دور الشيخ “الحداد” قائد المقاومة ضد المستعمر الفرنسي، حيث أكد الممثل أنه قدم هذا الدور بكل فخر واعتزاز، وتأثر كبير إلى درجة البكاء بالنظر لما عانه الشعب الجزائري في تلك المرحلة، ناهيك عن أن المسرحية أعادته “إلى الزمن القديم وما عاشه الأجداد بشكل لا يمكن وصفه بالكلمات”.
عبد الهادي. ب