
تفتقد العائلات الجزائرية والحديث عن كثرة، إلى أبسط المعلومات التي يجب أن يعرفها كل فرد فيها للتعامل والعناية بمرضى الزهايمر الذين هم في تزايد متسارع وصل إلى ما يفوق المائتي ألف مصاب حسب آخر إحصاء لوزارة الصحة تتراوح أعمارهم بين الخامسة والستين وتزيد عن ذلك بعشرين سنة وهو رقم ضخم مقارنة مع السنوات الماضية حيث كان الزهايمر من الأمراض الأقل إصابة..
والزهايمر هو خلل يصيب الدماغ فيؤدي إلى ضمور في خلاياه فتصبح الذاكرة متذبذبة غير مستقرة تصل إلى درجة النسيان الكلي والفقدان لمعرفة الأشخاص وتذكر الذكريات ويؤثر هذا الضمور أيضا في سلوكيات المريض وتفكيره وحياته إجمالا ما يؤدي إلى تدهور أحواله ودخوله في مرحلة متقدمة تحوله إلى شخص آخر مختلف تماما عما كان عليه وتتهاوى مع كل هذا صحة المريض إلى أن يتوفاه الله بعد معاناة كبرى مع هذا المرض الماكر، حيث ليس هناك أكثر مكرا من شيء يسرق منك ذاتك وذكرياتك وجميع أحوالك ويفقدك آلية التحكم مع تقدم العمر..
لهذا فإن الإلمام بكل ما يتعلق بالمرض ومريض الزهايمر أصبح ضروريا خاصة من أهل المريض وحتى محيطه ويجب إعلام كل معارفه بحالته حتى يتم التعامل معه بما تقتضيه خصوصية هذا المرض، ليتم تفادي أي مضاعفات ومشاكل وحوادث قد تؤثر على المريض وتزيد من سوء أحواله لحاجته إلى رعاية خاصة وصبر طويل وتذكر أنه فاقد لكل أهلية كان يتمتع بها قبل مرضه.
وقد أصبح المرض للأسف سببا في خروج المصابين من منازلهم دون عودة لعجزهم على ذلك فتجدهم يهيمون في شوارع المدينة وقد ينتقلون دون إرادة إلى مدن أخرى ويتعرضون لمشاكل لا يَعُونها وقد يُفقد أثرهم إلى الأبد فيتحولوا إلى مفقودين لا أمل في عودتهم، وهنا يكمن أكبر مشكل يتعلق بضرورة تزويد كل مصاب بمرض الزهايمر بسوار مكتوب عليه كل المعلومات الشخصية أو حتى قميص أو لباس تُطبع فيه المعلومات لتكون دليلا للمجتمع ليشارك في المساعدة، ونتفادى على وجه الخصوص مشكلة الضياع والاختفاء والتعرض لمتاعب يسهل تجنبها بتدابير بسيطة لمرضى فقدوا حياتهم وملاذها وهم أحياء وأولى بالعناية الفائقة.
سماح خميلي