
مختصون يحذرون من خطورة الأسمدة والمبيدات على الإنجـاب والإصـابة بالسرطانـات
جشع بعض الفـلاحين زاد من تـأزيم الأوضـاع
يلجأ العديد من الفلاحين إلى استعمال المبيدات والأسمدة الصناعية في نشاطهم الزراعي، وهذا من أجل تحسين نوعية وكمية المنتوجات المتعلقة بالخضر والفواكه، وعرف استعمال المبيدات والأسمدة الصناعية تزايدا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة تزامنا مع تراجع التساقطات المطرية، حيث تضاعف حجم استعمـال هذه الأسمدة والمبيدات، بغية الحصول على المحاصيل الزراعية في أسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة أيضا.
وفي ظل النتائج الإيجابية لاستعمال المبيدات والأسمدة الصناعية على المحاصيل الزراعية، فإن هذا العامل دفع بالعديد من الفلاحين إلى مضاعفة استعمال هذه الأسمدة بغية زيادة نشاطهم والحصول على مداخيل مالية إضافية من خلال إنتاج الخضر الموسمية طوال أيام السنة وبتكاليف منخفضة.
وفي المقابل، فإن المختصين في المجال الصحي، يرون أن الاستعمال المكثف للأسمدة الصناعية والمبيدات ستكون له عواقب وخيمة على الجانب الصحي، وهذا في ظل الضرر الكبير الذي تسببه هذه الأسمدة والمبيدات على صحة الإنسان.
وفي هذا الصدد، فإن الدكتور هشام بولغليمات، يرى أن ما يمكن أن تسببه هذه الأسمدة والمبيدات قد يكون على المدى القصير مثل التسممات والحساسية والتهيجات، لكن الإشكال الأكبر –حسبه- يتمثل في التأثيرات بعيدة المدى من خلال تسبب الاستعمال العشوائي لهذه الأسمدة والمبيدات في الإصابة بالسرطانات في ظل احتواء الأسمدة على مواد خطيرة مثل “الفوسفات العضوي” والذي يتسبب في الإصابة بسرطان الثدي والجهاز الهضمي والأورام اللمفاوية.
ومن جهة أخرى، يؤكد الدكتور بولغليمات أن هذه الأسمدة والمبيدات لها تأثير على الغدد الصماء والهرمونات وقد تتسبب في مشاكل العقم والنمو، ناهيك عن تأثيرات أخرى متعلقة بالجهاز العصبي، حيث من شأن هذه المبيدات أن تسبب الإصابة باضطراب الذاكرة والإدراك، والأكثر من ذلك أن التأثير يتعدى إلى جهاز المناعة، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على صحة المواطنين.
وعلى هذا الأساس، فإن الحل الأمثل للتعامل مع هذه الوضعية يتمثل في اللجوء إلى الاستخدام العقلاني لهذه المبيدات والأسمدة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يقلل من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالجانب الصحي للمستهلكين.
عبد الهادي.ب