
وجه مجلس الأمة، دعوة إلى كافة مكونات المجتمع الجزائري، يدعوهم فيها إلى الالتفاف حول مؤسسات الجمهورية، وتعزيز قيم الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي كقاعدة صلبة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد البلاد. جاء ذلك، في بيان للمجلس، أمس الاثنين، عبر فيه عن تثمينه ”العميق” لمضامين الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال إشرافه على فعاليات اللقاء السنوي مع المتعاملين الاقتصاديين.
واعتبر البيان أن الخطاب شكل محطة مفصلية، تجلّت فيها ”رؤية الدولة الواعية والحازمة” في مواصلة مسار الإصلاحات الشاملة، وتعزيز أسس الاقتصاد الوطني، بما يخدم الشعب ويحقق آماله. وأكد مجلس الأمة أنّ التوجيهات والتعليمات التي تضمنها خطاب رئيس الجمهورية تعكس حرصاً “عميقاً” على دعم الإنتاج الوطني، ومحاربة البيروقراطية، ومكافحة الفساد،
إلى جانب تشجيع الشباب على خوض غمار الاستثمار والعمل المقاولاتي، والانخراط في ديناميكية اقتصاد المعرفة والرقمنة والابتكار. أشاد المجلس في بيانه بما أسماه بـ”المؤشرات الإيجابية المطمئنة”، التي تعكس نجاح الإصلاحات في تقليص الاستيراد، وتشجيع التصدير خارج المحروقات، وتثمين الموارد الوطنية.
وهي خطوات وصفها بـ”التمكين الحقيقي للاقتصاد الوطني”، و”وقاية من التبعية”، داعماً بذلك استقلالية القرارين السياسي والاقتصادي، كقيمة سيادية لا تقبل التنازل. كما ثمّن مجلس الأمة الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة، والدعوة لتغيير العقليات والسلوكيات بما يتماشى مع بناء الجزائر الجديدة، التي ترتكز على الشفافية، والنزاهة، والاستحقاق، والتضامن.
وفي ختام بيانه، دعا المجلس الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً، في وجه المناورات والمخططات المعادية التي تستهدف استقرار الوطن ووحدة مؤسساته، مؤكداً أن الوحدة الوطنية هي ”منبت الشوكة” والسد المنيع الذي يحمي الجزائر من كل محاولة للمساس بسيادتها أو ضرب مشروعها النهضوي.
واعتبر البيان أن الجزائر اليوم، بحاجة أكثر من أي وقت مضى، إلى وعي جماعي، والتفاف شعبي صادق حول مؤسسات الدولة، خدمة لمستقبل الأجيال، وصوناً لتضحيات الشهداء.