أثارت عملية تصدير منتوج الكمأة أو كما يعرف في بلادنا باسم “الترفاس” من الجنوب الجزائري إلى دولة قطر غيض واستياء الجزائريين في الشمال، وعلى مستوى الكثير من ولايات الوطن والذين أكدوا أن عددا كبيرا منهم لا يعرف حتى نكهة وذوق هذه المادة الهامة ذات الأهمية الصحية والعلاجية والطبية الكبيرة.
فالكمأة التي صارت تشكل مادة نادرة حتى في بلادنا صارت تستخدم للتداوي وللعلاج لما تحمله وتتميز به من مواد، رغم أنها لا تحتاج لجهد ولا لمال ولا لتعب حتى يتم إنتاجها فهي تولد من العدم وتقدم للإنسان الكثير دون مقابل، لكن هذا الإنسان خيب ضنها في مسقط رأسها ولم ينظر لها على أنها مادة نافعة له بل استغلها من أجل المال فقط.
فقد يكون التصدير خطوة هامة وناجحة في الاقتصاد الوطني إلا أن حرمان أصحاب الأرض من منتجات هامة ينافي ذلك ويسقط أهمية الاقتصاد، لأن شرط تحقيق الاكتفاء الذاتي لم يتحقق ومبدأ وفرة الإنتاج مغيب كذلك، بحكم أن هذه المادة لم تصل إلى بقية سكانها وبقية شعابها ولم يستفيدوا من فوائدها التي لم يتعرفوا عليها ويتابعوا تفاصيلها إلا على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.
وهنا تساءل المتسائلون عن حقيقة حرمانهم من هذه المادة القيمة بهذه الطريقة، إذ أنه بدل تسهيل عملية تسويقها داخل الوطن وإلى الأسواق الشمالية، تم تصديرها خارج الوطن ومن الصحراء إلى الصحراء في دولة قطر، ولم يكتشف المستهلك الجزائري ذلك إلا من خلال مواقع أخبار الفلاحة ليتحصر على ما فاته وما يفوته من خيرات بلاده التي لم يتمتع بها بل راقب غيره يتمتع بها.
نوارة بوبير