
لقي عيسى ماندي انتقادات لاذعة جدا من جماهير نادي ليل وذلك بعد تلقيه بطاقة حمراء بعد بطاقة صفراء ثانية في لقاء فريقه ليل أمام ليفربول على ملعب “أنفيلد رود”، والذي عاد فيه الفوز لـ”الريدز” بنتيجة 2-1 ليرفعوا رصيدهم إلى 21 نقطة في صدارة الترتيب، فيما تجمد رصيد ليل عند النقطة 13 في المرتبة الـ 11 التي لا تكفي لتحقيق تأهل مُباشر إلى الدور ثمن النهائي، وكان ليل مُتأخرا بهدف وحيد حين طُرد ماندي في الدقيقة الـ59، لينجح جوناثان دافيد في إدراك التعادل بعدها بثلاث دقائق، وبسبب تأثير النقص العددي نجح ليفربول في تسجيل هدف ثان في الدقيقة الـ 67 وهي النتيجة التي انتهت عليها المواجهة، وتلقى اللاعب الجزائري أول طرد له في دوري أبطال أوروبا، بجانب طرد مُباشر في الدور التمهيدي لذات المسابقة أمام فينارباتشي بقميص نادي ليل أيضا، أما في كل المسابقات فوصل مدافع “الخضر” إلى الطرد الثامن مع الأندية، حيث تحصل على 5 بطاقات حمراء مباشرة وطُرد ثلاث مرات بعد الإنذار الثاني.
الوحيد الذي لم يضيع أي دقيقة مع بيتكوفيتش
ولم يسلم ماندي من موجة الانتقادات، إذ حمّله الكثيرون مسؤولية الهزيمة كونه ترك فريقه منقوصا عدديا لأزيد من نصف ساعة أمام أفضل فريق أوروبي حاليا، وهي الانتقادات التي أحالت ماندي مرة أخرى إلى المحكمة الكروية الجماهيرية الجزائرية، إذ تساءل الكثيرون عن سبب ارتكاب لاعبه بخبرته لأخطاء مُتكررة في مثل هذه المباريات وما إن كان فعلا المدافع الذي يجب أن يبني عليه فلاديمير بيتكوفيتش آماله في البطولات المقبلة وخاصة كأس أمم إفريقيا المنتظرة نهاية السنة في المغرب، وفي المقابل يرى آخرون أن الجزائر لا تمتلك ما هو أفضل وأن ماندي هو الخيار المتاح الأكثر واقعية في وسط الدفاع برفقة رامي بن سبعيني، فيما يبقى توغاي مدافعا بديلا وأقل مستوى من الثنائي المذكور، للإشارة فإن ماندي هو اللاعب الوحيد الذي شارك في كل المباريات وكل الدقائق تحت قيادة المُدرب البوسني، ما يشير إلى أهميته الكبيرة بالنسبة إليه وحتى بالنسبة إلى سابقه، فهذا اللاعب بدأ أساسيا مع المنتخب الجزائري في آخر 21 مباراة ولم يضيع أي دقيقة في آخر 14 مباراة، وحتما سيواصل بهذا النسق إلى غاية ظهور لاعب قوي بمستوى ثابت يستطيع إزاحته من التشكيلة الأساسية، وهو اللاعب الذي يبقى غير موجود في الوقت الراهن محليا أو في مختلف البطولات الأجنبية.
يبقى مثالا للانضباط والاحترافية رغم كل شيء
ومن الواضح أن ماندي يبقى أبرز مثال في المنتخب الجزائري عن الانضباط والاحترافية الكبيرين، الأمر الذي أشاد به حتى مُدربوه في الأندية الأوروبية على غرار كيكي سيتيان مُدرب نادي ريال بيتيس الأسبق الذي أكد أن اللاعب الجزائري هو أفضل مثال يُمكن تقديمه للاعبين الشباب، سواء في الجانب الكروي أو حتى في حياته الخاصة وكيفية التعامل مع عمله كلاعب كرة قدم، وأكد سيتيان الذي درب برشلونة أيضا أن ماندي وصل به الأمر لأخذ وجباته معه تفاديا لتضييع موعدها ما قد يؤثر على جاهزيته، وفي قضية تأطير اللاعبين الشباب والظهور كقدوة لهم، سبق لماندي وأن تحدث في حوار مع قناة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وقال: “إلى جانب كونها مسؤولية أعتقد أنها من واجبي وواجب اللاعبين القدامى الآخرين في صورة رياض أن نؤطر ونوجه اللاعبين الشباب، عندما انضممنا إلى المنتخب وجدنا بعض الكوادر الذين ساعدونا على التأقلم وعلمونا ماذا يعني اللعب للمنتخب الوطني، الآن بعد مرور 10 سنوات على تواجدي أنا أرغب في لعب هذا الدور من خلال تأطير الوافدين الجدد وشرح معنى تمثيل المنتخب الوطني، كما أود نقل خبرتي الكروية لهم سواء داخل الملعب أو خارجه، صحيح أن الأهم هو ما يحدث على أرضية الميدان، لكن سأحاول تقديم المساعدة في أي ظرف”.
ماندي: “مستعد للعب في أي مركز ولا مجال للأنانية في المنتخب”
وأكد ماندي في ذات الحوار أنه مستعد لتقديم الإضافة للمنتخب بعض النظر عن المنصب الذي يلعب فيه، حيث لم يُبدِ أي تذمر حول قضية المركز وما إن كان سيلعب مستقبلا في الجهة اليمنى أو كمدافع أوسط وقال: “بالطبع، لدي مركز أشعر فيه براحة أكبر، لكن يجب أن ندرك أننا نمثل الوطن والعلم ولا مكان للغرور أو الأنانية، بالنسبة لي، لا يهم إن كنت ألعب على الجهة اليمنى أو في وسط الدفاع أو وسط الميدان أو في أي مركز آخر، ما يهمني هو أنني عندما أكون في الملعب أساهم بشيء للمنتخب وأمثل بلدي بأفضل طريقة ممكنة، بغض النظر عن المنصب هذا كل ما أريد فعله، يجب أن نكون حذرين من أن يقول أحد “أريد اللعب هنا أو هناك”، بالعكس في المنتخب الجميع عازم على تنفيذ قرارات المدرب بغض النظر عن عدد الدقائق التي يحصل عليه أو الدور الذي يكون مكلفا به، حتى البديل الذي لم يحصل على فرصة اللعب لديه دور لا يقل أهمية، لقد تدخل وتساهم في الفوز وأيضا على مقاعد البدلاء وغرف الملابس، أنت هنا لدعم الزملاء، نحن نمثل المنتخب الوطني الجزائري ولا مجال للتردد أو الغرور، جميعنا هنا من أجل الراية”.
م. بلقاسم