عاد أنطوني ماندريا حارس المُنتخب الوطني الجزائري إلى التشكيلة الأساسية لفريقه “ستاد كان” بعد غياب دام أشهرا، وتحديدا منذ آخر مواجهة في شهر أكتوبر أمام نادي مارتيغ، وبسبب النتائج السلبية غيّر النادي النورماندي مُدربه ليتعاقد مع البرتغالي برونو بالتازار الذي أعاد ماندريا إلى التشكيلة الأساسية ضمن تغييرات عديدة ينوي القيام بها لتحسين النتائج، وكان ماندريا قد ثار غضبا قبل أسابيع قليلة عندما أجرى حوارا مع “فوت ميركاتو” أكد فيه أنه لن يقبل بتاتا مواصلة اللعب كبديل، وأنه سيرحل في الميركاتو الشتوي إن لم يُعد إلى مكانته الحقيقية، ذلك أن بقاءه بعيدا عن المنافسة يُهدد بشكل واضح مكانته في المنتخب الوطني الجزائري، ولم تكن عودة الحارس الجزائري مثلما تمنى، إذ خسر أمام كليرمون فوت بهدف نظيف لتستمر معاناة ناديه دون فوز للمباراة الخامسة تواليا في دوري الدرجة الثانية الفرنسية.
ماندريا هدد إدارة مبابي بالرحيل بسبب المنتخب
وكان ماندريا قد هدد إدارة “ستاد كان” وعلى رأسها كيليان مبابي نجم نادي ريال مدريد بصفته مالك 80% من أسهم النادي، حيث قال في حوار مع “فوت ميركاتو”: “لست حارسا بديلا، إما أن ألعب أساسيا أو أرحل”، وأضاف: “من أجل المنتخب الوطني سأرحل إلى ناد آخر قريبا، اليوم أفضل شيء بالنسبة لي هو العثور على مشروع آخر يناسبني ويسمح لي بالتقدم في مسيرتي المهنية، خلال عام، هناك كأس أفريقيا جديدة في المغرب، وهناك كأس العالم في 2026، وهناك المباريات المهمة ضمن التصفيات المؤهلة للمونديال بداية من شهر مارس، ويمكنني أن أقول وداعا لهذه المباريات إذا واصلت البقاء على مقاعد البدلاء، هذا غير ممكن بالنسبة لي، إنه أمر لا يمكن تصوره ولا أستطيع أن أتصوره، لقد عملت بجد للوصول إلى ما أنا عليه الآن ولا أستطيع الاستسلام اليوم، أريد أن ألعب المباريات في عطلة نهاية الأسبوع للحصول على هذا الأدرينالين وهذا الضغط، لقد كانت حياتي اليومية هكذا لمدة عامين ونصف، وأنا بحاجة للعثور عليها مرة أخرى لمواصلة الازدهار في مسيرتي ومواصلة التقدم”
بيتكوفيتش أخبره أن مكانته في المنتخب مُهددة
من الواضح أن ماندريا يرغب في العودة إلى المنتخب بداية من مارس كحارس أساسي لا يقبل النقاش، كما أنه يطمح للعب كأس أمم إفريقيا في ذات المنصب ناهيك عن كأس العالم المنتظرة بعد حوالي عام ونصف، واجتمع حارس “ستاد كان” مع فلاديمير بيتكوفيتش في آخر تربص مع “الخضر” والذي كشف فحواه حين قال لـ”فوت ميركاتو”: “لقد أجريت مناقشة مع المدرب حيث أخبرني أن أفضل شيء بالنسبة لي هو اللعب، من الواضح حتى من دون أن يخبرني بذلك أن هذا ما يجب أن أفعله، كنت أعرف ذلك جيدا، في الجزائر هناك حراس مرمى جيدون للغاية ومستعدون للعب مع المنتخب الوطني، إنهم أساسيون في نواديهم ويمكنهم المطالبة بوضع أنفسهم في المركز الأول، لدي علاقة جيدة مع حراس المرمى الآخرين في المنتخب الوطني (أوكيدجة وقندوز)، وهذا لا يمنع حقيقة أننا نريد اللعب في التشكيلة الأساسية، وإذا أردت هذه المكانة لا بد لي من اللعب مع النادي، أعلم ذلك جيدا وقد أخبرني المدرب بذلك وهذا يدفعني أكثر لاتخاذ قرار الرحيل، لقد وجدت أساسًا يمكنني الاعتماد عليه، في الحياة المهنية هناك صعود وهبوط، حاليًا لا بد لي من إيجاد حل للعثور على ناد آخر، وهذه الثقة على أساس يومي والتي تتضمن المباريات”.
ماندريا: “تحدثت مع المسؤولين وأنا سعيد لأنني أساسي مرة أخرى”
وعلّق ماندريا على عودته إلى التشكيلة الأساسية في آخر لقاء لفريقه أمام كليرمون فوت والذي فاز به الأخير بهدف نظيف، فقال: “كنت أريد تحقيق الفوز، حدثت أمور جيدة في الملعب من طرف فريقنا، لقد سيطرنا على الكرة والآن يجب أن نترك الوقت قليلا للمُدرب الجديد لكي ينجح في تجسيد أفكاره على الفريق”، وعاد الحارس الجزائري إلى ما حدث في الأسابيع الماضية حين فقد مكانته الأساسية لصالح يانيس كليمونتيا، وقال: “لم يكُن الأمر سهلا، لقد سألت نفسي حول الكثير من الأشياء سواء على المستوى المهني أو الشخصي، حاولت المضي قدما والعودة إلى القيام بما هو مهم وأساسي في حياتي الشخصية أو في الملعب”، وحول فكرة الرحيل ومستقبله مع نادي “ستاد كان” قال ماندريا: “لقد حصلت على الفرصة للعب هذه المرة وسنرى ما الذي سيحدث في الأسابيع المقبلة”، وأكمل: “رحيلي؟ لقد أجريت نقاشا مع المدرب والمسؤولين في النادي والآن أنا هنا، لقد لعبت وأنا سعيد جدا لأنني تمكنت من اللعب أساسيا مرة أخرى، لكنني حزين بسبب الخسارة”.
م. بلقاسم