
من بين ما تشتهر به منطقة الشام عموما، وسوريا على وجه الخصوص تلك المأكولات التقليدية التي تحمل أسامٍ غريبة نوعا ما، على غرار الباشا وعساكره، طباخ روحو، حراق بإصبعه وغيرها، إلا أن السوريين ولكونهم معروفين بكرم الضيافة فإنهم يشعرون بنوع من الحيرة عندما يزورهم شخص غريب، فيرغبون في الترويج لمأكولاتهم التقليدية فلا يجدون الوقت كافيا لتحضير كل الأصناف، لذلك، فقد أوجدوا طبقا يسمى “المشكّل”، وهو خليط بين مكونات كل الأطباق سالفة الذكر وغيرها.
تحدثنا بمجرد تنحي بشار الأسد عن الحكم، عن الفرق بين الجيش الوطني والجيش الوثني، وقلنا بأن الأخير هو من يعلن ولاءه للأشخاص لا للدولة، وعلى الأرجح فهذا سبب “اضمحلال الجيش السوري” بمجرد تنحي الأسد، ولو كان الجيش السوري وطنيا لبقي ممسكا بزمام الأمور حتى بعد تنحي الأسد، ورغم ذلك، فجيش الأسد قد كان سوريا خالصا، أي أن كل أفراده مصدرهم الشعب السوري؛ ما بات يقوم به الجولاني لا ينذر بجيش وثني فحسب، بل بتحول المؤسسات السورية إلى ما يشبه “طبق المشكّل”، فرغبة الجولاني في السيطرة على دوائر الحكم بسرعة من جهة، وخوفه من “أنصار الأسد” والجيش السوري السابق من جهة أخرى قد دفع به لأن يأتي بأشخاص غير سوريين ويعينهم في مناصب حساسة على غرار أنس خطاب الذي تم تعيينه قبل أيام على رأس المخابرات، والذي أكدت عديد المصادر بأنه أردني الجنسية، وفي هذا السياق، أكدت عديد المصادر أيضا بأن الجولاني سيعتمد في تشكيل الجيش والتعيين بالوظائف العليا في حكومته على أشخاص أجانب، هذا وقد كان للجولاني تصريح قال فيه بأن كل الأجانب الذين ساندوا المعارضة السورية وساعدوها على الإطاحة بالأسد يستحقون الإشادة والمكافأة، وعلى الأرجح فإن مكافأة الأجانب ستكون بمناصب ووظائف عليا في سوريا، وبالتالي، فقد اتضح بأن الجولاني سيفاجئ السوريين “بمؤسسات مشكّلة” يكرم بها “الأجانب”، وهذه ملامح سوريا الجولاني الذي تغاضى عن شرط “الجنسية السورية” في توزيع المناصب وحل محله شرط “الولاء للجولاني” ولو كان الموالي “غير سوري”.
حمزه لعريبي