مواسم البوح

لِمَاذَا أَكْتُبُ؟

مقال

بِقَلَمِ / حُسَامُ الدِّينِ أَبُو صَالِحَة/ جُمْهُورِيَّةُ مِصْرَ العَرَبِيَّةِ.

الجزء الثاني

ــ أكتبُ لأحسَّ بنبضاتِ قلبي الواقعةِ، وسريانِ حياتي الساطعةِ؛ فأرىٰ السعادةَ التي تغمرُنُي بينَ ثنايَا أحرُفي، ونظمِ عِبَارَاتِي فَوْقَ أسطُرُي، وتناغُمِ جُمَلِي بينَ دفاتِري كحدائقَ غَنَّاءَ تأسِرُ العينَ بجمالِ حَالِهَا، وحُسنِ مَا بِهَا، وطيبِ عِطرِهَا .

-يَنْبُعُ قلمي منْ مدادِ قلبي مُفعمًا بقناعاتِ عقلي فمَا يُحَرِّكُ قلمي سِوَىٰ نبضاتِ قلبي المُحَاط بِسِيَاجٍ منْ عقلٍ، ونتاجٍ من فكرٍ، فمَا أجملَ منْ أنْ يفيضَ المدادُ بكلماتٍ صادقةٍ نابعةٍ من سويداءِ القلبِ ! فمَا يخرجُ منَ القلبِ يصلُ للقلبِ دونَ واسطةٍ، أوْ براهينٍ صَادِقَةٍ، فَأنتَ حِينَما تذهبُ لمطعمٍ؛ لتناولِ الغداءِ لا تطلبُ إلَّا مَا يهواه قلبُكَ، ومَا تشتهيهِ نفسُكَ مِمَّا لَذَّ وطابَ من طعامٍ، وشرابٍ، وحِينَما ترغبُ في الزَّواجِ لا تطرقُ بابَ إلَّا منِ استراحَ لهَا فؤادُكَ، ودَقَّ لهَا قلبُكَ، واستقرَّ عليها اختيارُكَ هَٰكَذا الكتابةُ ينبغي أنْ تَنْبُعَ منْ نهرِ مَحَبَّةٍ؛ وَأَمْوَاجٍ مُتَدَفِّقَةٍ بالمَشاعِرِ الإنْسَانِيَّةِ؛ فتفيضَ علي قارئِها عُذوبةً، وارتِواءً، وَرِيًّا.

ــ أكتبُ؛ لأعيشَ بينَ أفكاري التي اعتقِدُهَا، واتَقَلَّبُ بينَ خِبراتي التي مَرَرْتُ بها، وأُصَوِّرُ واقِعًا عايشتُهُ حِينًا، أوْ أنتقدُ ألمًا ذُقته، أو مُرًّا تجرَّعْتُه، أو قهرًا عاينْتُه، أو ظُلمًا أحسستُه، أو حُبًا عاصرتُه، أو وَجْدًا سَمِعْتُهُ، أوْ ألقي الضوءَ علي نماذجَ مُثْلَىٰيُحتذَىٰ بها، وأخلاقياتٍ، وقيمٍ حسنةٍ صارتْ بعصرِنَا منَ النوادرِ كمنْ يَنْفُضُ الترابَ مِنْ دُرَرٍ، ولآليءَ؛ فيعيدُ لها بريقَهَا معَ أنَّهُ لمْ يَزِدْ من قِيمَتِها الغاليةَ، وأثمانِها العاليةَ كَغَوَّاصٍ بأعماقِ البِحَارِ يبحثُ عن الؤلؤِ داخلَ مَحَارِهِ، ثُمَّ ينتفعُ بأثمانِهِ .

ــ أكتبُ لأحِسَّ بذاتي المُنْصَهِرَةَ في الأدبِ، واشعُرَ بكياني الذائبِ بينَ أرفُفِ القِصَصِ، والقصائِدَ بالكُتبِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.