العمود

لننقذ الأجيال القادمة

وجب الكلام

في عز ليالي الشهر الفضيل، أصيب مراهق بحي 1650 مسكن بحملة 3 في مدينة باتنة بطعنة خنجر لم تتح الفرصة للأطباء لإنقاذه، فتوفي مغدورا لأسباب مازلنا نجهلها، وهي الحادثة التي اهتز لها الرأي العام في ولاية باتنة خاصة وأن المغدور معروف بأخلاقه بحسب شهادات الكثيرين من محيطه، كيف لا وهو رياضي منضبط وشبل من أشبال فريق كرة قدم؟

في الوقت الذي أثير فيه النقاش حول الإجرام الذي استشفى واستفحل في مجتمعنا تزامنا وحادثة المراهق المغدور، تداولت عديد الصفحات مقطع فيديو لمجموعة من الأطفال وهم يحملون عصيا وأدوات حديدية ويتجمهرون ليلا بل ويشكلون جماعة شبيهة بعصابة في أحد أحياء باتنة، ولعل هذا المشهد نقطة يجب أن تستوقفنا للتساؤل عمن تسبب في هذا التسيب؟ سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، وهنا، يقع اللوم بطبيعة الحال على الأولياء، كمسؤولين مباشرين عن أطفال متمردين، يخرجون ليلا ويستمرون في إزعاج الغير إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، والمؤسف هو أن هؤلاء الأطفال لا يكتفون بحمل العصي والتجمهر والتلفظ بألفاظ تفرض حظر التجوال على المواطنين رفقة ذويهم ومحارمهم، بل إنهم يهددون سلامتهم، برشق السيارات تارة، وبالتعدي على المنازل تارة أخرى وسرقة ما تطاله أيديهم.

في خضم ما حدث، والحديث عن الجريمة الأخيرة، فإن الجاني هو الذي قام بتوجيه الطعنة، والضحية هو المطعون، لكن، من منظور آخر، يمكن القول أن الجميع قد باتوا ضحايا، سواء أتعلق الأمر بالجاني أو بالضحية، فالأخير ضحية ذاك، وذاك ضحية محيطه، القريب والبعيد، ولهذا، فإنه لا بد من دق ناقوس الخطر لإنقاذ الأجيال القادمة من خلال إنقاذ الطفولة اليوم، فشريحة واسعة من الأطفال اليوم قد باتت تعاني عقدا نفسية، تتشكل في محيط الأسرة أولا بالعنف الأسري، والإهمال، ونقص الاهتمام والرعاية النفسية، ثم تتعزز في محيط المدرسة والمجتمع بالتنمر، التحرش، والإقحام في الآفات استغلالا للفراغ الوعيوي من جهة، والعاطفي من جهة أخرى، وبالتالي، فإن كل طفل يعاني فراغا وإهمالا يعتبر مشروع جانٍ أو مجرم، أو مشروع ضائع على الأقل ولهذا، فلا بد من تكاثف الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والأولياء أولى بأن يتحملوا مسؤولية ما قد يصبح عليه المجتمع مستقبلا.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.