تم خلال الأسابيع القليلة الماضية تسجيل حالات وفاة بالسكتة القلبية في أوساط تلاميذ بمؤسسات تربوية على مستوى الوطن، وإن كانت الحالات قليلة إلى الآن، إلا أن الملاحظ هو أن هناك خللا ما، أو يمكن القول أن هناك ملامح ظاهرة جديدة في الجزائر، وبالتالي، فقد استوجب البحث عن أسباب هذه الظاهرة من أجل كبحها قبل تفاقمها، وما يمكننا قوله هو أن الأمر ليس يتعلق بمرض أو وباء.
من جهتها، تطرقت “الأوراس نيوز” قبل أشهر إلى سلوك سيء، أو يمكن تسميته بعادة سيئة انتشرت وسط التلاميذ، خاصة منهم البالغين سن المراهقة وتحديدا في طور المتوسط، وهي استهلاك ما يسمى بمشروبات الطاقة بطريقة غير عقلانية، ويمكن القول أن ذلك يحدث يوميا، والمتعارف عن هذه المشروبات أنها خاصة بالرياضيين، أي أنها تقوم بتنشيط الدورة الدموية، ما يستوجب القيام بجهد يوازي نشاط الدورة الدموية ومختلف الأعضاء، ولهذا، فإن أضرار بعض مشروبات الطاقة أكثر من نفعها على الذين لا يقومون بجهد بعد تناولها.
بغض النظر عن مشروبات الطاقة، فإن استهلاك مواد أخرى وأنواع من الحلويات والمملحات بشكل غير عقلاني قد تترتب عنه أضرار لا تظهر حين تناولها، بل إنها تظهر على المدى البعيد في شكل “إصابات بالسرطان” أو إصابات بنوبات قلبية وجلطات دماغية وأمراض أخرى، وما يمكننا قوله في هذا الصدد، هو أن هناك غيابا للثقافة الاستهلاكية لدى الكثير من الأولياء، فهم يستجيبون لأبنائهم دون مقاومة ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث والتدقيق فيما إذا كانت الأطعمة والوجبات التي يستهلكها أبناؤهم صحية أم لا، وهنا، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام حتمية الدعوة إلى تكثيف الندوات، واللقاءات التحسيسية في الوسط المدرسي بخصوص “الأطعمة والوجبات” الصحية، والحملات التوعوية بضرورة التقيد ببرنامج غذائي صحي للأطفال، وهذه مهمة الطب المدرسي طبعا، ومهمة جمعيات أولياء التلاميذ بالتنسيق مع “الأطقم الإدارية” في المدارس والأخصائيين في مختلف المجالات ذات الصلة بموضوع الحال.
سمير بوخنوفة