تزخر المنطقة الشمالية لولاية سطيف، بالعديد من الكنوز السياحية المنسية أو المهجورة، كما هو الحال مع منطقة “مغراوة” ببلدية بني وسين شمال سطيف، والتي تعتبر ملاذا مفضلا للشباب وعشاق الطبيعة من أجل التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة في منطقة معروفة بالهدوء والسكينة.
وعلى بعد حوالي 07 كلم من مركز البلدية، تقع منطقة “مغراوة”، والتي تحيط بها الجبال الصخرية، كما تضم عدد من المنازل المبنية بالطريقة التقليدية، والتي مازال البعض منها صامدا إلى غاية اليوم، في حين أن البعض الأخر من السكنات لم تقدر على الصمود أكثر، كما تتميز المنطقة بالمغارات، الشلالات والبرك والبحيرات التي تزيد من جمال المنطقة.
وتعد المغارات هي السمة الأبرز لهذه المنطقة، في ظل وجود العديد منها، وأبرزها على الإطلاق مغارة “المستشفى”، والتي كان يتم استخدامها من طرف المجاهدين خلال الثورة التحريرية المجيدة من أجل العلاج والتداوي وأيضا من أجل الاختباء من ضربات المستعمر الفرنسي، وتتميز المغامرة بفتحة ضيقة مما يصعب الدخول إليها، إلا أنها تتربع على مساحة معتبرة من الداخل تسمح بدخول عدد من الأفراد.
وفي الجانب الأخر، تستهوي الشلالات، البحيرات والبرك هواة السياحة الجبلية في هذه المنطقة، في ظل تفقد مياه الشلالات، ناهيك عن النباتات والأشجار التي تزين المنطقة على غرار أشجار البلوط والزعتر الطبيعي، في حين تشد الجبال الصخرية التي تميز المنطقة أنظار الزوار بالنظر لعلوها ومناظرها الجميلة والخلابة.
وطوال فصول السنة، تعرف المنطقة إقبالا معتبرا من الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن، وهذا من أجل التمتع بالهواء النقي والأجواء الجميلة التي تعرفها المنطقة طوال فترات السنة، أو حتى لممارسة مختلف الرياضات.
وفي فترة العشرية السوداء، توقف النشاط السياحي في ظل الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة أنذاك، وهو ما دفع سكان المنطقة إلى المغادرة قبل العودة مجددا إلى منازلهم بعد تحسن الأوضاع الأمنية، حيث عادت الحياة إلى المنطقة رغم أنها تبقى أيضا في حاجة إلى بعض المرافق من أجل استقبال الزوار وتوفير الخدمات الضرورية لهم.
وعلى الرغم من المناظر الطبيعية الخلابة التي تتوفر عليها منطقة “مغراوة”، إلا أنها تبقى بعيدة عن الاهتمامات إلى غاية الأن، رغم الجهود المبذولة من طرف سكان المنطقة من أجل الترويج لهذه المنطقة السياحية بغية جذب أكبر عدد من الزوار.
عبد الهادي. ب