رياضة وطنية

“كان 2025″… فرصة للتدارك

الجزائر في مجموعة سهلة وتاريخ "الكان" مليء بالدروس

أوقعت قرعة كأس أمم إفريقيا 2025 المنتخب الجزائري في المجموعة الخامسة التي تضم كل من بوركينافاسو وغينيا الاستوائية والسودان، وهي المجموعة التي يُمكن اعتبارها بالسهلة وفي متناول “الخٌضر”، إلا أن ما حدث في آخر نسختين من كأس أمم إفريقيا يجعل المُدرب فلاديمير بيتكوفيتش أمام صورة واضحة لواقع الكرة الإفريقية، ففي 2021 لم يتمكن أشبال جمال بلماضي من التأهل عن دور المجموعات رغم وقوعه في مجموعة تضم سيراليون وغينيا الاستوائية، وفي “كان 2023” تكرر المشهد وأخفق “الخضر” في التأهل ضمن مجموعة تضم كل من موريتانيا وأنغولا وبوركينافاسو، وعلى النقيض نجح رفقاء رياض محرز في تصدر مجموعة فيها السنغال سنة 2019، بل وتجاوز منتخبات إفريقية عملاقة للوصول إلى النهائي والتتويج باللقب، ولذلك فإن كل التخمينات والترشيحات على الورق تسقط بشكل كلي في الميدان الذي لن يعترف إلا بالأكثر حضورا في كل الجوانب، فنيا وبدنيا وذهنيا.

 

مباريات الجزائر في الرباط والبداية مع السودان

وستُجرى مباريات المنتخب الجزائري في مدينة الرباط، حيث يحتضن ملعب “الأمير الحسن” أول لقاء للجزائر يوم 24 ديسمبر أمام السودان، فيما يُجرى اللقاء الثاني أمام بوركينافاسو يوم 28 ديسمبر، ليُلعب اللقاء الثالث أمام غينيا الاستوائية بذات الملعب يوم 31 من ذات الشهر، وعلى عكس بعض المُدن المغربية في صورة مراكش وأغادير وحتى الدار البيضاء أين تتواجد بعض الجماهير الصديقة لمختلف جماهير الأندية الجزائرية في صورة جمهور الرجاء البيضاوي الذي يملك علاقات جيدة مع نظيره من مولودية الجزائر وجمهور حسنية أكادير الذي يملك بدوره علاقات مع جمهور شبيبة القبائل، فإن مدينة الرباط تُعتبر أسوأ مكان جماهيري يُمكن للمنتخب الجزائري أن يلعب فيه، نظرا للعداوة الكبيرة بين جمهور الجيش الملكي المغربي ومختلف جماهير الأندية الجزائر، ذلك أن جمهور العاصمة الرباط يتبنى بشكل أكبر من الجميع سردية النظام الملكي هناك وقد لا نستبعد حضوره بقوة في مواجهات “الخضر” لتشجيع المنتخبات المنافسة.

 

الملعب الذي سيحتضن “الخضر” في أول الأشغال !

ويحتضن ملعب “الأمير الحسن” بالرباط مُباريات الجزائري، حيث يخضع لعملية إعادة بناء بعد تهديمه بالكامل، غير أن العملية لا تزال في بداياتها، إذ أظهرت آخر الفيديوهات والصور الواردة من المغرب أن العمل قائم الآن على إنجاز الأساسات، الأمر الذي أثار شكوكا كبيرة جدا حول جاهزيته في الموعد المُحدد بما أننا على بعد 11 شهرا بالتقريب على بدء كأس أمم إفريقيا، ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال قبل حلول موعد ديسمبر المقبل ليكون الملعب مُغطى بالكامل ويتسع لـ 22 ألف متفرج، إذ أنه واحد من ضمن 9 ملاعب معنية باحتضان مباريات البطولة الإفريقية وأحد الملاعب الثلاثة في العاصمة الرباط، ولذلك فإنه من غير المستبعد أن يتم نقل مواجهات الجزائر إلى ملعب آخر في العاصمة إن لم ينجح المنظمون في إتمام الأشغال عند موعدها.

 

تنظيم الكان في سنة المونديال.. دليل على فساد الكاف

وتجدر الإشارة إلى أن الموعد الحقيقي لكأس أمم إفريقيا كان قبل شهر من الآن (ديسمبر 2024)، إلا أن الاتحادية المغربية لكرة القدم وضعت “الكاف” أمام الأمر الواقع وأجبرت هيئة موتسيبي على قبول إجراء “الكان” في ديسمبر 2025 وجانفي 2026 رغم أنه سيكون قبل موعد كأس العالم بنصف عام فقط، وهو ما يتعارض مع سعي الكاف الدائم للفصل بين البطولات القارية والمونديال، حيث تم تنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2013 بعد سنة واحدة من تنظيمها، لأجل تحديد موعد المنافسة بعد ذلك في سنوات فردية (2015، 2017، 2019…) تتعارض مع سنوات كأس العالم، لتعود الأمور إلى سابق عهدها بعد تنظيم نسخة 2021 في السنة الموالية بسبب موجد “كوفيد19” ثم تنظيم نسخة 2023 في سنة 2024 بسبب الأحوال الجوية في كوت ديفوار، وعندما حان موعد تعديل البرنامج مرة أخرى، لم تستطع “الكاف” فرض منطقها على الجامعة الملكية المغربية بتنظيم كأس إفريقيا في ديسمبر 2024 ذلك أن تنظيمها في صيف 2025 غير ممكن بسبب كأس العالم للأندية، فاضطر الجميع لقبول مُخطط المغرب بتأخير البطولة إلى نفس سنة كأس العالم في تعد صارخ على منظور أكبر هيئة كروية إفريقية وتأكيد واضح على فسادها وتسييرها للأمور بطريقة لا تمد بصلة للاحترافية.

م. بلقاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.