رياضة وطنية

كأس إفريقيا 2025.. معارك سياسية في ملاعب رياضية!

"الدبلوماسية الرياضية" تواجه أصعب مهمة لحماية "الخضر"..

تعيش القارة الإفريقية في الفترة الأخيرة على وقع العديد من التوترات السياسية، وآخرها ما حدث بين الجزائر وبعض دول الساحل التي جرّت نفسها إلى صراع مباشر مع دولة طالما قدمت مساعدات كبيرة لشعوبها وحكوماتها، ووسط الخلاف السياسي الجزائري-المغربي والقرارات الجزائرية الجديدة ضد دولة مالي بعد قضية “الطائرة المُسيرة المسلحة” وصدور اتهامات غريبة من هذه الدولة وحلفائها ضد الجزائر بامتلاكها “علاقة مع الإرهاب”، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الجزائرية بأنه اتهام “يفتقر إلى الجدية إلى درجة أنها لا تستدعي الالتفات إليها أو الرد عليها”، وأن “مصداقية الجزائر والتزامها وعزمها على مكافحة الإرهاب ليسوا بحاجة إلى أي تبرير أو دليل”، ناهيك عن مشاكل كثيرة جدا تعيشها مختلف الدول الإفريقية سياسيا، كالتوترات العسكرية في نيجيريا وصراع السلطة الحالية في السنغال بقيادة الرئيس باسيروديومايفاي مع مسؤولين سابقين، إضافة إلى مختلف التوترات بين وسط وغرب القارة، ستحتضن المغرب بعد أشهر قليلة منافسة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم والتي ستشهد دون شك مباريات نارية جدا في إطار رياضي، لكن بخلفية صراع سياسي.

 

“الكاف” تلقى أوامر صارمة بضرورة الالتزام بـ”الحياد السياسي”

ومع عودة الجزائر إلى أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وعزم الاتحاد الجزائري لكرة القدم على اللعب بأوراق ثقيلة ورابحة في مختلف علاقاته مع مختلف الاتحادات الأخرى، يؤكد المشهد الحالي أن دور “الدبلوماسية الرياضية” سيكون كبيرا جدا في المستقبل القريب من أجل حماية المنتخب الجزائري من أي خروقات مقصودة تُغذيها الصراعات السياسية بين البلدان، سيما إن تعلق الأمر بالتحكيم الذي كان واحدا من أبرز الأسباب التي دفعت الجزائر للخروج من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا الأخيرة، وبعد العقوبة المالية الكبيرة الأخيرة التي تعرض لها نادي اتحاد الجزائر، تأكد للجميع أن “الكاف” لم يتقبل الأوامر الصارمة التي وصلته من محكمة التحكيم الرياضية بضرورة الالتزام بـ”الحياد السياسي” وتفادي السماح باستعمال أي شعارات سياسية على الأقمصة والتي من شأنها أن تؤثر على المشهد الريا         ضي، ولذلك فإنه من غير المستبعد أن تكون الجزائر “دولة مستهدفة رياضيا” بسبب المشاكل السياسية الحالية والتي يُفترض أن تبقى في إطارها، وبعيدة كل البعد عن المستطيل الأخضر الذي يتحكم فيه جانب واحد شرعي ومنطقي، وهو المستوى الرياضي والفني للفرق.

 

“الفاف” تتجه لإلغاء ودية النيجر وتعويضها بمباراة أمام جزر القمر

وإلى جانب المخاوف الكبيرة من تحيز الحكام من خلال امتلاكهم تحيزا سياسيا بشكل أو بآخر، سيكون المنتخب الجزائري في مواجهة مباشرة بدور المجموعات مع إحدى دول الساحل المعنية بالصراع السياسي الجديد، ويتعلق الأمر بـ بوركينافاسو التي تعيش في الوقت الراهن صراعا داخليا كبيرا وخاصة في إقليم سورو ومنطقة سولينزو، فيما تتواجد مالي التي دخلت في صراع مباشر مع الجزائر، في مجموعة البلد المضيف المغرب رفقة زامبيا وجزر القمر، وبما أن الوقت لا يزال بعيدا بعض الشيء عن حلول موعد “الكان”، فإن العلاقات السياسية بين مختلف الأطراف قد تشهد بعض التغييرات، سواء نحو الهدوء أو باتجاه التصعيد، وفي كل الأحوال يبقى للدبلوماسية الرياضية دور مهم يجب أن تضمن من خلاله حماية مُطلقة للمنتخب الجزائري بالتأكيد على ضرورة عدم إقحام السياسة في الجانب الرياضي وترك الميدان يحسم نتائج المباريات دون أي تحيز تحكيمي أو ضغوط أخرى قد تحدث في موطن الحدث من وراء خلفيات سياسية وخلافات تغذيها مصالح مختلفة، للإشارة فإن المنتخب الجزائري الذي كان يتجه لمواجهة النيجر وديا في جوان، دخل في مفاوضات مع جزر القمر للعب مباراة ودية وهو ما يُمكن ربطه بشكل مباشر مع المستجدات السياسية الأخيرة أيضا.

م. ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.