
قوافل النور
هل في القريحة لليراع مزارُ
أم هل تنوضُ بحملها الأشعارُ
أدعو المدائحَ ..والمدائحُ جلّها
بمقامِ أحمدَ ما أرتقين صغارُ
هلّا لذكر الهاشمي صحيفة ٌ
نُقِشت على جنباتها الأنوار
وتسربلَت ندَّ الحجاز وزهرهُ
والختمُ في عقِب السطور نُضار
تُتلى على سمع العصور تواترا
وكذا يقالُ لمِثلهنّ عثار
فلقد أتى والخلق في ظلماتها
وعلى العقول من الضلال خمار
ولقد مضى والكون روض زاهر
وتلفّه من هديْه الأقمار
ترويه من آي الكتاب سحابةٌ
غراء من نهج الهدى مدرار
نهج ِ الحبيب فما يجئ كنهجه
باقي الزمان وما روت أسفار
هذا النبي المصطفى من أمةٍ
رُفعت به أممٌ و طلّ فخار
هذا الذي حاز الفضائلَ شخصُه
فرزانة ٌ و قسامة و نجار
بزّ الملوكَ بسمته حتى أستقت
منه المهابة واستدان وقار
إن حدّثَ النسبُ الرفيع فإنّه
من صفوة القوم الكرام خيار
أو عُلّقت بيض الشمائل بإمرئٍ
فعليه منها بردةٌ و شعارُ
سُبكت خلائقهُ العظام كأنما
درٌّ على خيط الحرير يدار
ضمّت رسالته العبادَ برحمةٍ
العُجْم فيها أخوةٌ و نزار
بجوامع الكلم التي انقادت له
ما شانها في المعضلات نفار
ما حفّتِ القلبَ القفارَ بنفحها
الا غشاه أظلّةٌ و ثمار
فلذا أنينُ الجذع بعد فراقه
وبذا عليه تسلّمُ الأحجار
لمعلّمٍ أسدى على أٌميّةٍ
مالم تُطِقْه بعلمها الأحبار
جيلُ الصحابة من فضائل سعْيه
يُنبيك أنّ إمامَهم مختار
صِدقٌ يواصلُ قوله بفعاله
سمحٌ حليمٌ طاهرٌ صبّار
برٌّ أمينٌ مقسطُ متعففٌ
ما للضغينة في حشاه قرار
ليثٌ إذا دنت الخطوب مشمرٌّ
إن ناشدته حفيظة وذمار
حتى إذا كرِب الصحابُ أووْا له
حصناً تساقَطُ دونه الفجّار
تهوي أساطير الهوى من كفّه
و لِكفّه في المرملين قطار
ما يُمِّمت في النائبات كدارِه
جودا ولا يحكي الجوارَ جوارُ
ذهبَ الزمانُ بشخصه لكنما
يبقى الثناء وتَنفدُ الأعمار
لمّا مضى وبقلب كل موّحدٍ
ذكرٌ يطيبُ وسيرةٌ معطار
صلى عليه الله ما ضمّ الورى
ليلٌ وما تبع الظلامَ نهار
عرّاك عيادة الشمري/ سوريا