
إن ما أثاره الرأي العام خلال الأسابيع الماضية بخصوص الطرقات المهترئة، وبخصوص الفوضى المتفشية في مدينة باتنة لا يجب الاستخفاف به، ولا يجب التعاطي بشأنه وفق مبدأ “حجب الشمس بالغربال”، فالمواطن لم يبد استياءه من “مشروع إعادة تهيئة”، ولم يبدي استياءه بشأن “مشروع تجديد مختلف الشبكات”، فما من مواطن يرفض أن تحظى ولايته أو مدينته بمشاريع تنموية أيا كانت طبيعتها وأيا كان المجال، لكن المواطن مستاء من ممارسات تندرج وفق منظوره للأمور في إطار “قلة الاحترام” له كمواطن ولمدينته ولولايته، وهذا إيمانا منه بأنه حين يحترم المواطن وحين تحترم المدينة فإن مختلف المصالح والسلطات ستعمل على إيجاد ألف طريقة لإنجاز المشاريع وفق “المعايير المعمول بها”، والأكيد أن مظاهر “البريكولاج” التي تجلت في مختلف أحياء وشوارع مدينة باتنة لا تعبر عن أن هناك احتراما للمعايير الواجب العمل بها، ويمكن لأي مواطن بسيط وإن لم يكن على اطلاع “بالمسائل التقنية والقانونية” أن يلاحظ ذلك.
الغريب في الموضوع، هو أن هناك عملا تلفزيونيا يتم تصويره في مدينة باتنة تحسبا لعرضه خلال شهر رمضان القادم عبر شاشة التلفزيون العمومي، وهنا نتساءل، ألا يعني هذا ظهور شوارع وأحياء مدينة باتنة في أحد المشاهد على الأقل؟ فماذا لو تم عرض العمل التلفزيوني وظهرت به الطرقات المهترئة والأرصفة التي تعج “بالردوم والحفريات”؟ ألا يمكن لمثل هذه المشاهد أن تعطي للجمهور “الجزائري” داخل الوطن وخارجه، وربما للجمهور الأجنبي أيضا انطباعا سيئا عن مدينة باتنة وهي عاصمة الأوراس بمكانتها التاريخية والجغرافية السياحية؟ نتساءل لأن الأعمال التلفزيونية هي إحدى أدوات التسويق والترويج للسياحة ولثقافة مختلف المدن والمناطق في العالم، أليس في ظهور مدينة باتنة بوضعها الحالي في عمل تلفزيوني إساءة وقلة احترام لها وللمواطن؟ أم أن المخرج سيضطر لإدخال تعديلات على النص بما يضمن اقتصار العمل التلفزيوني على “مشاهد داخلية”؟
سمير بوخنوفة