
خرج الممثل الجزائري القدير عثمان بن داود بتصريح أثار الجدل طيلة الأسبوع الماضي عبر منصات التواصل الاجتماعي ففي للقاء إعلامي وبعد سؤاله عن ما إذا سيكون حاضرا في السباق الرمضاني لهذه السنة أجاب بنوع من “الكوميديا السوداء”: “حنا الممثلين كي القطايف نبانو غير فرمضان” ، ليؤكد بعد هذه الجملة على مشاركته، يأتي هذا التصريح الذي نلتقي به كل سنة ولكن على لسان ممثل أو مخرج مختلف ليفتح لنا بابا للتساؤل عن سر ضعف الإنتاج السينيماتوغرافي والدرامي الجزائري، في وقت كانت فيه جلسات منذ أيام وبحضور رئيس الجمهورية لترقية هذا المجال ناهيك عن إصدار قانون في شهر ديسمبر من السنة الماضية متعلق بالصناعة السينماتوغرافية.
وهنا نجد أن الدولة أن تتجه لهذا النوع من الإنتاج والصناعة لكونها أحد أهم الصناعات في العالم في الوقت الحالي حيث يصرف عليها ملايين الدولارات وتدر أرباحا بأضعاف ما أنفق عليها، كما أنها وجه من أوجه الحروب الحديث والتي تتمحور حول الغزو الثقافي.
الإنتاج الدرامي في الجزائر لا يجد مقعدا إلا خلال شهر رمضان متحججا بأن الأسر الجزائرية إعتادت على الأمر وأنها لا تعطي بالا للإنتاج الذي يكون خارج هذا الموسم ليتوج كموسم وحيد، ولكن لضعف الدراسات الاجتماعية في البلاد فما لم ينتبه ملاك القنوات والمنتجون على حد سواء أن الجيل الحالي من أكثر الأجيال تعرضا للمسلسلات والأفلام، وهذا من خلال منصات البث المختلفة عبر المواقع وتطبيقات الهاتف الذكي، الأمر الذي سبقتنا إليه دول عربية كمصر والأردن في تعاقادات مع منصات عالمية شهيرة لبث المسلسلات التي أنتجت خارج شهر رمضان، في حين قامت أحدى القنوات الخاصة في السعودية بإنتاج منصتها الخاصة لتنافس بها وتستقطب المنتجين خاصة منهم العرب خارج هذا الموسم وقد نجحت في ذلك بالفعل.
الحوصلة أن الجيل قد تغير والتكنولوجيا غيرت عدة مفاهيم وأن “القطايف” أضحت متوفرة في رمضان وفي غير رمضان، وأنه من أجل النهوض بقطاع إقتصادي متميز كالصناعة والإنتاج السينيمائي والتلفزيوني والدرامي يجب مواكبة تطورات العصر لا إتباع نماذج كانت ناجحة في زمانها وتقليدها في غير وقتها، خصوصا أن الإنتاج الجزائري يعتبر ضعيفا وبعيدا كل البعد في السباق العربي على الأقل.
وإلى أن يستنتج المنتجون والموزعون وحتى وزارة الثقافة ذلك، سنبقى مستمتعين بما حمله رمضان من “حلويات”.
رضوان غضبان