
قصة: وداعا وللأبد
أخيراً تجاوزتُ عنق انشغالِي لأكتُب لكَ للمرة الأولى والارتباك يغشينِي، اليوم فقط قررت أن أفتح الرسائِل التي وصلتنِي منكَ بعد عام وتسعة أشهُر من فراقنا، لا أخفيكَ أني ترددتُ كثيراً في فتحهَا.
تساءلتُ ..!
عمَا يمكن أن تحتضنهُ هذه الأوراق الباهتة..! عمَا يمكن أن أخطهُ لكَ ..! وكيف لي أن اُفرِج عن هذا الكلام المعتقلِ بِداخِلـيّ .. !
لا أخفيكَ أني منذُ ذلك الحين لا أفكر بك كثيرًا كما أنكَ في بعض الأوقات لا تغادر بالي، أعلم أنكَ ستصَاب بالحيرة بعد أن تقرأ هذا السطر تحديداً وربما ستسخر من تناقضِي الغريبْ هذا .
منذُ مدة لمْ أنم جيداً ..
لم أغمر قدمِاي في المياه ..
لم أحتسِ عصير الكرزْ المفضل لديّ ..
لم أتفقد حال النجُوم في السمَاء..
لم أقرأ لكاتبي المفضل ..
كان من الصعب جداً أن أقف في مواجهة هذا الشعور، أن أشغل نفسي طوال النهار بمهام لن تخطرَ ببالك، فقط لأمنعكَ من أن تتسربَ بداخلي كلياً .
ما لذي تنتظِرُه بعّد .. مِن امرأة صنعت من الأشياء الجامدة أرواحاً حيّة تؤنسهَا، ولا أحد يستطيعُ احتضان ثورة وجعهَا سوىَ الكتابة ؟
أتدرِي لن أكتُب لك، سأتركُ لك هذه الرسالة فارغة، أتعلم لماذا..؟
لأنكَ رجلٌ لا يستحقُ الأحرُف وَأعدكَ أنكَ لن تجدنِي مجدداً .
إيمان مريني/ ولاية باتنة