
رغب النبي صلى الله عليه وسلم بقيام رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون فرادى وجماعات في المسجد، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة له، فكشف الستور، وقال: «أَلَا كُلُّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلَا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في الْقِرَاءَةِ»، أو قال «في الصَّلَاةِ».
وعن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في رمضان، فرأى ناسا في ناحية المسجد يصلون، فقال: «مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟»، قال قائل: يا رسول الله هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأبي بن كعب رضي الله عنه يقرأ وهم معه يصلون بصلاته قال: «قَدْ أَحْسَنُوا، أَوْ قَدْ أَصَابُوا»، ولم يكره ذلك لهم.
وعن عطاء بن أبي رباح قال: «إنَّ القيام كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان يقوم النفر، والرجل كذلك هاهنا، والنفر وراء الرجل فكان عمر رضي الله عنه أول من جمع الناس على قارئ واحد».
قال ابن جريج: وأخبرني عمرو بن دينار قال: «جمعهم عمر رضي الله عنه على قارئ واحد».
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال: «مَا هَؤُلَاءِ»، فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأبي بن كعب يصلي، وهم يصلون بصلاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَصَابُوا وَنِعْمَ مَا صَنَعُوا».