
تزخر الجزائر بإطارات ونوابغ وعباقرة في كل القطاعات وهذا شرف يميز أبناءها ويبعث على الفخر والاعتزاز وتشهد على ذلك المحافل الدولية التي كثيرا ما تتفاجأ بهذا الامتياز الذي اختص به الكثير من خريجي الجامعة الجزائرية ومعاهدها وإن فضل بعضهم الهجرة إلى الخارج للتمكين لنبوغه في مجاله وتطويره وهذا الخيار يعتبر بمثابة خسارة كبيرة تتكبدها الجزائر وهي تقدم نخبة أبنائها لدول تعرف كيف تعرض إغراءاتها بشكل يستنزف إطاراتنا طلبا لظروف أحسن ومجال أكثر انفتاحا على تطوير مهاراتهم زيادة عن رواتب أكثر إغراء من أجل مكانة اجتماعية مستقرة و حياة هانئة وغير ذلك من الامتيازات التي تغفل عنها الجزائر رغم قدرتها فتعطل كل أمل في التغيير والتكفل الفعلي بإطاراتها وعلمائها..
وعادة ما تدفع ظروف العمل السيئة إلى احتقان الجبهة الاجتماعية لمختلف القطاعات فيدخلون في إضرابات مفتوحة ولوائح من المطالب التي تنحصر فيما اتفق عليه الجميع من ضرورة ضبط الرواتب وفق المؤهلات والمصاعب التي يواجهها الإطار في أثناء تأدية مهامه وكذا تحسين الظروف المحيطة بالعمل من أجل تقديم ما هو أفضل وعدم التقصير بأداء مهماتهم، خاصة في القطاعين الأكثر حيوية التعليم والصحة اللذين يشهدان حالة مزمنة من انعدام الاستقرار والغليان وكثرة المطالب التي كثيرا ما يتجدد بعثها عند كل احتجاج مع تباطؤ غير مفهوم للاستجابة وتسريعها تفاديا لتفاقم المشاكل وتعقيدها حيث أرواح الناس وعقولهم لا تنتظر..
وفيما يؤكد المخلصون لأوطانهم من الدكاترة الجهابذة ممن فضلوا البقاء رغم العراقيل أنهم لا يطلبون أكثر من تحسين ظروف العمل، كأبسط مطلب يمكن أن توفره الدولة لقاء الارتقاء بقطاعاتها خاصة مع وجود عامل التميز والقدرة على العمل ونفع المواطنين بما يوفر عليهم اللجوء إلى المستشفيات خارج الوطن طلبا للعلاج فإن ما هو حاصل معاكس تماما لكل مطلب متطلع نحو النجاح في الداخل حيث تخون ظروفهم غير الملائمة كل قدرة على العطاء وكل التزام لهم..
لهذا فإن الجزائر مُطالبة بصفة عاجلة أن تتخلص من كل التبعات والعقليات المتحجرة التي ساهمت في فرض تبعية جنت على المخلصين من أبناء الوطن وتعمل على كسر طموحاتهم وتقزيمها في روتين العمل اليومي والمشاكل الجانبية.
سماح خميلي