فايزر يؤكد حسرته ويتمسك بأمل اللعب للجزائر
بيتكوفيتش قدم رسالة واضحة بعدم استدعائه هذه المرة..
لا يزال موضوع ميتشيل فايزر لاعب نادي فيردر بريمن محل نقاش في الأوساط الإعلامية الجزائرية والألمانية، حيث توقع الجميع استدعاءه للمنتخب الجزائري للتربص الجاري حاليا تحسبا لمواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا ضمن آخر جولتين من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025، غير أن المدرب البوسني رفض ذلك وتمسك بخياراته السابقة، وفي تعليقه على الموضوع أكد فايزر أنه كان يُجهز نفسه للسفر إلى الجزائر معتقدا أن بيتكوفيتش سيستدعيه للقائمة النهائية، سيما وأن اسمه كان متواجدا ضمن القائمة الموسعة وهو ما أكدته إدارة فريقه، حيث قال في تصريح نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية: “أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب، لكن لم يجري الأمور على هذا النحو، لا مشكلة سأحاول الإستمرار في تقديم أداء جيد حتى أتمكن من الحصول على دعوة للمنتخب في العام المقبل”.
سيكون على مشارف الـ31 عاما في مارس
وُلد ميتشيل فايزر يوم الـ 21 من شهر أفريل لسنة 1994، ما يعني أنه سيكون على مشارف سن الـ 31 عاما في شهر مارس المقبل وهو موعد المباريات التالية بعد تربص شهر نوفمبر، الأمر الذي سيجعله واحدا من أكبر المغتربين الذين تقمصوا ألوان المنتخب الجزائري لأول مرة، بل إنه سيكون رابع أكبر مغترب يتقمص ألوان “الخضر” لأول مرة بعد كل من علي بن عربية الذي لعب للجزائر لأول مرة في سن الـ 31 عاما، 10 أشهر و26 يوما ومحمد براجة الذي لعب لأول مرة في سن الـ 31 عاما، 10 أشهر و20 يوما وعبد المجيد بوربو الذي جاء لأول مرة في سن الـ 31 عاما، شهرا واحدا و9 أيام، وإلى غاية موعد مباريات التصفيات المونديالية ستتحكم العديد من الظروف حتما في استدعاء فايزر من عدمه، أبرزها جاهزية اللاعبين المعنيين بمركز الظهير الأيمن في صورة عطال وفارسي، ناهيك عن المستوى الذي سيُقدمه فايزر مع ناديه وما إن كان سيواصل بنفس النسق الذي ظهر به طيلة السنوات الفارطة.
بيتكوفيتش يريد لقاء اللاعب قبل استدعائه
ومن الواضح أن فلاديمير بيتكوفيتش مدرب المنتخب الوطني يريد لقاء اللاعب وجها لوجه في الفترة المقبلة قبل استدعائه لأول مرة، حيث يرغب في التعرف عليه عن قرب وعن أهدافه من المشاركة مع الجزائر وهو الذي أكد في أكثر من مرة تفضيله للاعبين الجاهزين ذهنيا وجسديا والذين يطمحون للعب مع المنتخب لأجل تقديم الإضافة، ويُتوقع أن يدرس المدرب البوسني حالة اللاعب الألماني-الجزائري كثيرا قبل تحديد موقفه من استدعائه مستقبلا، خاصة أنه لاعب متقدم في السن وسيشارك مع “الخضر” لفترة محدودة نسبيا مقارنة ببقية اللاعبين، للإشارة فإن حالة فايزر تختلف دون شك عن حالة العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية من أب وأم جزائريين، حيث أنه لاعب ألماني في الأساس وعلاقته مع الجزائر عن طريق والدته صونيا واتيكي، ولذلك فإن تأخره في اختيار اللعب لـ “الخضر” لا يُمكن اعتماده كمعيار كبير لعدم استدعائه، عكس من هم جزائريون أبا وأُما واللذين لا يملكون فوق ذلك إمكانية اللعب مع منتخب فرنسا أو أي منتخب أوروبي آخر، ورغم ذلك يتعمدون التأخر في المجيء إلى غاية اقتراب مواعيد مهمة جدا مثل كأس العالم، الأمر الذي نعيشه الآن مع بعض الأسماء في صورة ريان شرقي لاعب نادي ليون.
تفضيله على لاعبين أقل سنّا ليس في صالح المنتخب
ويرى بيتكوفيتش أن استدعاء فايزر الآن مباشرة بعد تغييره الجنسية الرياضية رغم توفر المنتخب على عطال وفارسي وهما أقل منه سنا ويعتبران من أهم اللاعبين في تشكيلة المدرب البوسني لن يكون أمرا في صالح التشكيلة، ذلك أن اللاعبين سيشعرون بتفضيل مزدوجي الجنسية بشكل مطلق، ما يتسبب حتما في خلق أجواء سيئة ومتوترة داخل التشكيلة، ولذلك فإن المدرب أراد تأجيل استدعاء فايزر إلى أن يكون ذلك مبنيا على معايير كروية منطقية كإصابة أحد اللاعبين في مركزه، سيما أنه يبلغ من العمر 30 عاما وحالته تختلف كثيرا عن حالة شياخة أو غيره ممن يفضلون المنتخب الوطني في سن مبكرة جدا ويُمكن الاعتماد عليهم من أول مرة لأن الأمر يتعلق بأسماء قد تقدم الإضافة لسنوات طويلة جدا، وبهذه الخطوة يكون بيتكوفيتش قد أوصل رسالة واضحة للجميع وخاصة المتماطلين في اختيار “الخضر” ومفادها أن ضمان مكانة أساسية لن يكون بالسهولة التي يتخيلها البعض.
عطال أول خيار في الجهة اليُمنى حتى بقدوم فايزر
ويتأكد بشكل واضح وجلي أن قدوم فايزر مستقبلا وتحديدا في شهر مارس المقبل لن يعني إطلاقا إشراكه كأساسي فوق العادة كونه ينشط في الدوري الألماني، حيث يعتقد بيتكوفيتش أن يوسف عطال هو اللاعب الأساسي الأبرز في المنتخب على الجهة اليُمنى عندما يكون جاهزا، سواء كظهير أيمن في حالة اللعب بدفاع رباعي أو كلاعب رواق عند الدخول بدفاع ثلاثي، وإن كان مبدأ المنافسة هو الذي يُحدد الأساسي من البديل، فإن عطال ومنذ أول مباراة له مع المنتخب يُقدم عادة مستويات كبيرة في الملعب، لتبقى مشكلته الوحيدة في غياباته الكثيرة بسبب الإصابات العضلية المُتكررة، وهو ما سيكون في صالح فايزر، فارسي وكل لاعب مرشح للحصول على استدعاء إلى المنتخب الوطني في هذا المركز، أما من نظرة خارجية بعيدة عن أجواء غرف الملابس، يُمكن اعتبار تعدد الخيارات كمشكلة “إيجابية” تكون في نهاية المطاف في صالح المنتخب الوطني، تماما مثلما هو الحال مع الجهة اليسرى التي يملك فيها بيتكوفيتش خيارات مُتعددة وكلها قادرة على اللعب دون أي مشاكل في التشكيلة الأساسية.
م. بلقاسم