وصلت كارثية الأوضاع في غزة إلى مستويات لا إنسانية اشتد فيها الفزع والخوف والترهيب والجوع والتقتيل والحرمان من كل شيء، تستدعي تحركا فوريا للدول العربية والإسلامية من أجل التحالف والتنديد والضغط بكل ما أتيح لهم من “أوراق” والوساطة و”تشديد اللهجة” كأضعف إيمان قد يوقف هذه الحرب المعلنة ضد الفلسطينيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقفون طرفا في معادلة يصعب التكهن بما ستسفر عنه الأيام القادمة من تدهور والساعات التي تشهد في كل لحظة منها تراجع حظوظ المدنيين العزل في النجاة من القصف المنظم الذي يستهدف غزة منذ أيام ليخلف آلاف القتلى والجرحى والنازحين والمشردين من بيوتهم المهدمة بتنفيذ عقوبات جماعية وقطع لجميع وسائل الحياة من غذاء وماء وكهرباء ووقود والوقوف بوجه المساعدات الإنسانية المقدمة من دول العالم لإغاثة أهلنا في غزة..
ويعتبر قطع الكهرباء وانقطاعها في غزة اليوم إعداما جماعي واستهدافا مقصودا للجرحى والمرضى في المستشفيات بمحاولة إبادة الناجين من القصف من خلال تطويقهم بحصار قاتل قد لا يصمد أمامه أهل غزة مع انعدام أطواق النجاة في الوقت الراهن وشل كل محاولات الإغاثة والمساعدات الطبية والتكفل الصحي وتعجيز الطواقم الطبية على تقديم خدماتهم، لهذا فهم بحاجة اليوم قبل الغد إلى وقفة تاريخية من دول العالم المناهضة للحرب والقادرة على صد الكيان اليهودي وإرباكه أمام المجتمع الدولي، وأن الانحياز لن يكون في مثل هذه الظروف سوى للإنسان والنفس البشرية بغض النظر عن اختلاف العقائد والمبادئ والتوجهات وأن التعنت لن يصل بجميع الأطراف سوى إلى طريق مسدود بجثامين الضحايا والشهداء وأن الفلسطينيين قد اكتفوا مما يعانونه وسط صمت عربي إسلامي رهيب وأن نُصرتهم لن تكون بترديد الشعارات وإرسال أموال ومساعدات يتحكم بها العدو، يجب أن تُبتكر الحلول الاستعجالية التي تصل رأسا إلى مستحقيها فهناك أطفال ونساء وشيوخ وعُجّز ورجال يتم تصفيتهم بالجملة وأمام مرأى العالم، الفلسطينيون في غزة باتوا يجهزون أنفسهم يوميا للشهادة ليختلط “أمل” الخلاص من جحيم الاحتلال بألم ترقب ضربات غادرة لا يُعرف لها من وجهة..
على القادة العرب والمسلمين أن يجتمعوا ويتدخلوا لإيقاف هذه الحرب غير المتكافئة التي دمرت غزة وأبادت عائلات بأكملها فالتاريخ لا يرحم وهذه “فرصتكم” للتاريخ.
سماح خميلي
