دولي

غزة تنتصر: النازحون يعودون إلى منازلهم.. والمقاومون يظهرون بين أبناء شعبهم

إسرائيل تخرق الاتفاق ومبعوث أمريكي رفيع يحل بغزة قريبا

470 يوماً خرجت غزة بعدها منتصرةً برغم كلّ الوحشية الإسرائيلية، بأبنائها الذين صمدوا وشدّوا الرحال، منذ الساعات الأولى ليوم بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، ليعودوا إلى ديارهم في أنحاء القطاع.

وبعد أكثر من 15 شهراً فشل فيها الاحتلال في القضاء على المقاومة، التي واصلت عملياتها في “طوفان الأقصى” حتى اللحظة الأخيرة، خرج مقاومو كتائب الشهيد عز الدين القسّام، معتلين آلياتهم العسكرية، بين أبناء شعبهم في جنوبي القطاع، واستقبل الأهالي المقاومين بالهتافات المرحّبة، موجّهين التحية لهم، وردّد الغزيون أيضاً هتافات مؤيدةً للقائد العام لكتائب القسّام، محمد الضيف، مستحضرين هتافات من معركة “سيف القدس”، في ماي 2021: “حط السيف قبال السيف، إحنا شعب محمد ضيف”.

من رفح حتى الشمال.. عودة أهالي القطاع إلى بيوتهم المدمّرة

ولم ينتظر أهالي شمال القطاع طويلاً ليعودوا إلى منازلهم التي أحالها الاحتلال ركاماً، فما إن انسحب “جيشه”، حتى بدأ الأهالي يدخلون المناطق المحاصرة، على طريق العودة، ومن وسط الركام، وثّق الغزيون مشاهد آليات “الجيش” المنسحب، التي لم تقوَ على كسر جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون المحاصرة شمالاً، حيث انبثق المقاومون من تحت الأرض، حتى اللحظة الأخيرة، دفاعاً عن أهلهم، وفي وسط القطاع أيضاً، عاد الأهالي إلى بيوتهم في مخيم النصيرات، وتكرّر المشهد نفسه جنوباً، حيث عاد عشرات آلاف النازحين إلى مدينة رفح.

شاحنات مساعدات غذائية وطبية تصل إلى معبر رفح تمهيداً لدخولها إلى قطاع غزة

ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال حيّز التنفيذ، بذأت مئات الشاحنات المحمّلة  بالمساعدات الغذائية والطبية تنتظر عند معبر رفح البري تمهيداً لدخولها إلى القطاع، إذ ينصّ الاتفاق، وفق البنود التي حصلت عليها الميادين، على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً، ضمن “بروتوكول إنساني” ترعاه دولة قطر، وإدخال 200 ألف خيمة، و60 ألف “كرڤان” للإيواء العاجل.

وأمس الأول السبت، أكّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مواصلة بلاده جهودها لإنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، لافتاً إلى أنّه، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، سيتمّ إدخال 600 شاحنة يومياً، بينها 50 شاحنة من الوقود، وسيتمّ إدخال 300 شاحنة لشمالي القطاع.

مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط يخطط لزيارة غزة لدعم اتفاق وقف النار

من جانبه يخطط مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لزيارة قطاع غزة لـ”دعم” اتفاق وقف إطلاق النارويخطط ويتكوف أيضاً لـ”الحفاظ على وجود شبه دائم في المنطقة في الأسابيع والأشهر المقبلة”، لأنه يعتقد أن اندلاع أي عمل عسكري قد يقوض الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.

إسرائيل” لم تلتزم.. 10 شهداء بخرق اتفاق وقف النار في غزة بعد لحظات من موعد سريانه

وفي سياق متصل بدأ الاحتلال الإسرائيلي بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة بعد وقت قصير من دخوله حيّز التنفيذ، أمس الأحد في الـ 19 من شهر جانفي 2025، ما أدّى إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى، كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية و”جيش” الاحتلال عدم الالتزام بالاتفاق.

وادّعى المتحدّث باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي من المقرر بدء سريانه عند الساعة 8:30 صباحاً “لن يدخل حيز التنفيذ بسبب مخالفة حماس التزاماتها”، بحسب ما قال، وزعم “جيش” الاحتلال أنّ حركة المقاومة الإسلامية، حماس، لم تسلّم قائمة بأسماء الأسيرات الإسرائيليات الـ3 المقرّر إطلاق سراحهن اليوم، بموجب صفقة التبادل، ووفق “تعليمات” من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، “لن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ طالما لم تلتزم حماس بالاتفاق، والجيش يواصل الضرب حتى هذه اللحظة في قطاع غزة”.

بينما، أكدت حركة حماس، في بيانٍ صادرٍ أمس بعد دقائق من بدء سريان الاتفاق، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، موضحةً أنّ تسليم أسماء الدفعة الأولى من الأسرى المقرّر الإفراج عنهم تأخّر لأسباب فنية، لتعلن الحركة أنها سلّمت للوسطاء قبل قليل أسماء الأسيرات الثلاث اللاتي سيتمّ الإفراج عنهن، فيما نشر الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، على منصة “أكس” أسماء الأسيرات الإسرائيليات اللاتي سيتمّ الإفراج عنهن اليوم، وهن: رومي جونين (24 عاماً)، إميلي دماري (28 عاماً)، دورون شطنبر خير (31 عاماً).

وأدت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى وقوع إصابات وصلت إلى المستشفى المعمداني، فيما أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 25 في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة إن القصف الإسرائيلي ما زال متواصلاً على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وتحديداً على مدينة غزة وشمال القطاع.

ق. د

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.