العمود

عندما يحيد الإعلام

وجب الكلام

قبل أيام، قامت قناة إلكترونية بمرافقة المدير العام لمطار “هواري بومدين” الدولي بالجزائر العاصمة في جولة قام فيها بعرض روتينه الصباحي، وتعتبر هذه المبادرة ربما سابقة يراد منها “الانفتاح” على الجمهور وتعريفه بمهام المدير العام من جهة، وإظهار “تفانيه” في العمل وإدارة المؤسسة المسؤول عنها من جهة أخرى، غير أن الريبورتاج لم يشفع للمدير العام أمام “الرأي العام”، حيث أتيحت الفرصة لجزائريين لطرح انشغالاتهم والتطرق إلى النقائص في المطار، ومن بين أبرز الانشغالات “غلق قاعة الصلاة”، وقد اتفق الكثير من المعلقين على  هذا الانشغال وبالتالي فلا يمكن إنكاره.

بعد ساعات فقط، أوفدت قناة تلفزيونية “معروفة” مراسلها إلى المطار، والمهمة كانت واضحة وهي نفي “ما جاء على لسان العديد من المعلقين” بخصوص غلق قاعة الصلاة، غير أن المراسل قد ادعى بأن سيدة من طلبت منه الحضور إلى المطار للوقوف عن كثب على النقائص عموما، وعلى انشغال غلق المصلى على وجه الخصوص، ولم يأت على ذكر “التعاليق”، وما كان منه إلا أن اتجه إلى “قاعة صلاة مخصصة للنساء” فوجدها مفتوحة لكنه لم يدخل “متحججا بوجود” نساء يؤدين الصلاة وليس من اللائق التصوير، غير أنه وبمجرد أن عد أدراجه حتى رصدت الكاميرا الخاصة بالقناة وعلى المباشر “رجلا” يخرج من القاعة التي لم يدخل إليها المراسل بحجة وجود النساء بها، ولولا أن الذي خرج من القاعة قد ظهر “ببدلة رسمية وبربطة عنق” تؤكد أنه “موظف في المطار” لقلنا بأن “امرأة مسترجلة” كانت تؤدي الصلاة ولكذبنا أنفسنا وصدقنا “مراسل القناة التلفزيونية”.

ما يمكن استنتاجه من هذه الفضيحة، هو أن بعض وسائل الإعلام قد حادت عن دورها الحقيقي كمنابر لنقل الانشغالات، وفضح الممارسات التي نخرت “شتى القطاعات والمؤسسات” إلى “تبييض هذه الممارسات” وتلميع “أحذية مسؤولين” غارقين في وحل “الرداءة والفساد والبيروقراطية حتى “الركبة”، ومن حِكم الصدف أن “المراسل” الذي توجه للمطار “في مهمة” تكذيب وتفنيد “تعليقات عدد كبير من الجزائريين” قد فضحه موظف بالمطار، فصدق المعلقون من أبناء الشعب وكذبت وسائل إعلام بمراسليها.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.