
في حوار له مع جريدة “الرأي” الفرنسية، تحدث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن واقع العلاقات الجزائرية الفرنسية وما آلت إليه بسبب تعنت الجانب الفرنسي وإصراره على التعامل مع الجزائر بطريقة مستفزة، خاصة بعد قضية ما يسمى ببوعلام صنصال، وفي إطار مبدأ الجزائر الدبلوماسي المتمثل في المعاملة بالمثل، قال الرئيس أن الجزائر قد قررت عدم إرسال مرضاها إلى فرنسا بعد الآن وسيتم توجيههم إلى دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا، بلجيكا وتركيا.
من جهتنا، وجدنا أنفسنا ونحن نستبشر خيرا بمشروع الجزائر الجديدة، والجزائر المنتصرة التي تم تصويرها لنا من مختلف الحكومات المتعاقبة على أنها مختلفة عن الجزائر القديمة، وجدنا أنفسنا مضطرين لأن نتساءل عن سبب التمسك بإرسال الجزائر مرضاها إلى الخارج بدل بناء مستشفيات ومراكز تتماشى ومساعي الدولة في تجسيد أسس الجزائر الجديدة والجزائر المنتصرة بعيدا عن السياسات القديمة التي تعتمد أساسا على كل ما يأتي من الخارج، ونستشهد في هذا الشأن بمساعي رئيس الجمهورية نفسه لتشجيع المنتوج المحلي والتخلص من التبعية للخارج وخفض فاتورة الاستيراد في إطار مكافحة “تبديد المال العام”، نقول هذا باعتبار أن إرسال المرضى إلى الخارج هو شكل من أشكال التبعية ووجه من أوجه الاستيراد”، وعندما نتحدث عن المنتوج المحلي فإننا نقصد “خريجي الجامعات والمعاهد والكليات الجزائرية” وتوظيفهم في مستشفياتنا بدل “إرسال مرضانا إلى الخارج”.
مشكلتنا في الجزائر، هي إجابة ربما عن التساؤل السابق، فمشكلة الجزائر ليست تتعلق بالإطارات والكفاءات، وليست تتعلق بالإمكانيات المادية وبالتالي، ليست تتعلق بالأجهزة والعتاد، فالجزائر قادرة على بناء مستشفيات بمعايير عالمية، والكفاءات الجزائرية قادرة على أن تكون في مستوى التطلعات والتحديات، والدليل أن عشرات الكفاءات الجزائرية هي من تتولى علاج الجزائريين في “الخارج”، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في “غياب الإرادة”، وعندما نقول هذا، فإننا نعود دائما إلى ما نسميه “بالصنصلة”، والتي تعني عرقلة مساعي “اعتماد الجزائر على نفسها”، والعمل على أن تبقى الجزائر تابعة، لتتاح الفرصة للصناصلة دائما للاستثمار خارج البلاد وتهريب الأموال في شكل اتفاقيات بين مؤسساتنا الجزائرية ومؤسسات في الخارج، رغم أن مؤسساتنا قادرة على رفع التحدي وقادرة حتى على أن تنافس مؤسسات أوروبية إن توفرت الإرادة.
حمزه لعريبي