
سنظل نكتب عن الأخلاق وضرورة العودة إلى ديننا وعاداتنا وتقاليدنا واحتشامنا إلى نلمس ذاك التغيير المنشود في واقعنا أو نفنى ونحن نحاول، خاصة وقد بتنا في مواجهة غير منصفة مع هذا الانتشار المفزع للتردي وسوء الأخلاق وقلة الحُرمة أو انعدامها عند كثير من الأسر التي تشوهت عندها المفاهيم والمبادئ وصار كل شيء جائزا من عري واختلاط وظهور مكشوف لعامة الناس من خلال مواقع التواصل التي أصبحت مفتوحة على انفتاح هذه الأسر التي لا تمثل الجزائريين في شيء بقدر ما تسيء إلى مجتمعنا وتظهره في أسوأ مظهر له أمام شعوب العالم التي بدأت تتطاول بفضل هؤلاء علينا وعلى قيمنا وبأن أبناءنا وبناتنا استرخصوا ما ضحى عليه الرجال الأبطال الشرفاء وهذا للأسف ما نعايشه بظهور منحرف أو منحرفة بمعدل مثير للغرابة كل يوم..
وبينما معدلات الانحراف تشهد انتعاشا في مؤسساتنا التربوية وعلى جوانبها وفي الأماكن العمومية وعلى الطرقات وفي الأماكن المعزولة وفي البيوت، والكل يندد بمثل هذه الممارسات والظواهر والمظاهر نجد أن هذا الكل يساهم في تأييد غير مباشر لهؤلاء المنحرفين بغياب النهي عن المنكر والإرشاد والتوجيه وحتى فرض عقوبات ردعية للمجاهرين والمسيئين لأنفسهم والمجتمع وتشويه صورته أمام العالم وإقحامه في مشاكل وقضايا تتعلق بالشرف في زمن لم يعد للشرف فيه من قيمة أو وزن ما دامت الأسرة تبارك ظهور بناتها ونسائها ورقصهن وفتح كل ما هو خصوصي للعيان حتى غرف النوم..
ولا يجب أن يُستهان بمثل هذه الانحرافات التي تُسمى بغير مسمياتها فيقال مؤثر ومؤثرة وصانع محتوى وما إلى ذلك من الألقاب التي لا علاقة لها بما يروجونه وما يتم إشاعته بين الأطفال والمراهقين على سبيل الخصوص والذين ومع انشغال الوالدين يتعرضون لأشد أنواع الاستهداف من طرف مدمري الأخلاق والقيم وهذا ما ينعكس من سلوكيات منحرفة خارج أسوار المنازل أو حتى داخلها، في حين أن كل معني إما متبرئ من كل ما يحدث أو رافض أو متهرب من المسؤولية هذه الأخيرة التي تحتم علينا احتواء أوضاع منفلتة وأبناء ضاعوا أو هم في الطريق والأدهى أن يطال الضياع كبار السن والوالدين فمن للأسر والمجتمع حينها؟!.
سماح خميلي