
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حركية نشاطه تمتد من سوق أهراس إلى موانئ عنابة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وضعت الحكومة ملف الفوسفات بمنطقة “بلاد الحدبة” أقصى جنوب ولاية تبسة على طاولة التنفيذ والتجسيد العملي بعيدا عن معسول الكلام والوعود المتراكمة، حيث يندرج نفض الغبار عن المشاريع المنجمية والانتقال إلى “إيقاظ ” الثروات النائمة بعموم البلاد ضمن سياسة تتصل بالميدان وتعترف بالنتائج والأرقام مباشرة بدلا من تجاذبات أحاديث الصالونات المكيفة في مكاتب العاصمة، مثلما تكشفه الورشة العملاقة التي تجري بمناسبة استغلال منجم غار اجبيلات في أقصى الجنوب الغربي، ما يجعل من الجزائر ورشة مفتوحة على الأشغال الاقتصادية الكبرى في المنطقة الإقليمية برمتها.
عبد الرحمان شايبي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتجاوز نفض الغبار عن منجم الفوسفات بمنطقة الحدبة أقصى جنوب ولاية تبسة من تحريك دفة الاقتصاد المحلي بمنطقة الشريط الحدودي شرق البلاد إلى تعزيز جبهة الاقتصاد الوطني بديناميكية إضافية جديدة، وتأمين جبهة الأمن الغذائي القومي بالنظر إلى مجالات استغلال المنجم الأكبر في المنطقة والذي اشرف عليه وزير الطاقة محمد عرقاب مطلع هذا الأسبوع بمعية الصف الأول من إطارات مجمع سوناطراك وسوناريم.
ويمتد مشروع المنجم المتواجد جنوب ولاية تبسة إلى الولاية الشرقية الأخرى سوق أهراس عبر إحياء منجم “وادي الكبريت” وإدماجه مع المنجم الضخم الأول ما يعطي دفعة اقتصادية للمنطقة برمتها، فيما تصل الارتدادات الايجابية للمشروعين معا إلى غاية موانئ ولاية عنابة الساحلية في أقصى الشمال الشرقي من خلال تحريك أشغال الميناء الجديد الخاص بتصدير مادة الفوسفات نحو وجهة الأسواق الخارجية.
وتأتي إشارة انطلاق أول تفجير بمحيط المنجم لاستخراج الفوسفات الخام وتحويله وصناعة الأسمدة الفوسفاتية وتصديره إلى الأسواق العالمية بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي للدلالة على عزم السلطات العليا في استغلال الثروات المنجمية وإدخالها على خط الإيرادات المالية للخزينة العمومية بعيدا عن مداخيل البترول والغاز.
مثلما تعكس إشارة الانطلاق التزام القاضي الأول للبلاد الذي تعهد في أكثر من مناسبة بالالتفات إلى طاقات ومقدرات البلاد التي ظلت حبيسة الظل وحبيسة القرار السياسي أيضا ووضعها على خط النهضة التنموية التي أقلعت بها “الجزائر الجديدة”، وتضعها معيارا لبلوغ الريادة الاقتصادية في القارة أفق 2030.
واعتبر عرقاب “هذا المشروع سيقدم نقلة نوعية للاقتصاد الوطني والصناعة المنجمية، بالنظر لأهميته البالغة، حيث يمر عبر 3 ولايات وهي تبسة وسوق أهراس وعنابة، انطلاقا من منجم بلاد الحدبة الذي يحتوي على مخزون هام من الفوسفات الخام بالإمكان استغلاله لأزيد من 80 سنة يفوق 1.200 مليون طن، منه أزيد من 800 مليون طن قابل للاستغلال”.
وتكمن أهمية المشروع في صناعة الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، حيث أن المشروع يندرج ضمن إستراتيجية الدولة لتحقيق الأمن الغذائي في الوقت الذي يجري فيه العمل على استحداث عدد هائل من المحيطات الفلاحية تتطلب تخصيص كميات هامة من الأسمدة لتحضير الأتربة.
ويعتمد المشروع على أيادي جزائرية خالصة تتولى مهمة إنجازه، تتقدمها المؤهلات الوطنية داخل مجمعي سوناطراك وسوناريم، بدعم من إطارات الجامعة الجزائرية، وهي تركيبة بشرية كفيلة ببعث الطمأنينة على السير الحسن لمشروع الإنجاز على مدار السنتين المقبلتين، قبل الانطلاق في الاستغلال الفعلي مطلع 2027 تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
ومن المنتظر أن يتم إنتاج 6 ملايين طن من الفوسفات الخام ببلاد الحدبة و5 ملايين طن من الأسمدة بوادي الكبريت بسوق أهراس تدخل جميعها في إطار تحضير الأتربة لتحقيق الأمن الغذائي الوطني، ما جعل المشروع يحظى بأهمية قصوى على مستوى أعلى هرم في مؤسسات الدولة.
وتزامن إطلاق إشارة بداية الأشغال بتنصيب والي ولاية تبسة الجديد السيد احمد بلحداد، ما يضع السلطات المحلية في الولاية أمام تحديات كبيرة من أجل كسب رهان إقامة المشروع المنجمي وتوظيفه في دفع عجلة التنمية المحلية، يتقدمها اختراق الطبقة الصلبة لمعضلة البطالة التي تعرفها المنطقة لاسيما عبر الشريط الحدودي.
ويمتد ذات التحدي والطموح إلى الولاية الحدودية المجاورة سوق أهراس بمناسبة وقوف ذات الوفد الوزاري الهام على منطقة “وادي الكبريت”، أين أشرف الوزير عرقاب على إطلاق الأشغال التحضيرية لإنجاز مشروع مركب التحويل وإنتاج الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية من أجل إسناد مشروع بلاد الحدبة ومنه تدوير عجلة التنمية بالجهة الشرقية بالسرعة والديناميكية المطلوبة.